ظلم مصر للطيران لاهل السودان
من المعروف ان هناك علاقة متميزة وراسخة بين الشعبين المصري والسوداني وليست هناك حواجز بينهما ، ومع وقوع الخلافات بين الحكومات في البلدين تبقي علاقة الشعوب هي القوية الراسخة ولاتتاثر بالتقلبات السياسية والاضطراب الذي يسود العلاقات الرسمية، وهذا هو الموقف الطبيعي والسليم الذي يفترض أن يمضي ولايحيد عنه الناس في البلدين إذ ان الأنظمة تذهب وتبقي الشعوب.
ومع مرور الشعبين في مصر والسودان ببعض الاهتزازات كان كل واحد منهما يجد في البلد الاخري ملجأ وملاذا له ولايشعر انه غريب بين اخوانه في جانبي وادي النيل ، وكان واضحا وصول اعدادا كبيرة من المصريين إلى السودان ايام النهضة الاقتصادية وشهدت الخرطوم وعديد المدن السودانية استثمارات مصرية صغيرة وكبيرة ولم يشعر السودانيون بالتذمر من اخوانهم المصريين الذين كانوا من مختلف المستويات التعليمية وطبقات المجتمع فمن العمال البسيطين الذين لايجيدون حتى الكتابة والقراءة إلى كبار الأطباء والاستشاريين والمهندسين وأساتذة الجامعات الذين استقبلهم اخوانهم السودانيين بترحاب كبير ولم يتعرضوا لاى مساءلة رسمية او شعبية وكان تفعيل اتفاق الحريات الاربع يتيح لهم الاستفادة منه ويساويهم بالمواطنين السودانيين وهو ما يميزهم عن غيرهم من الاجانب ، ولما قامت الحرب في السودان لجا كثيرون إلى مصر التي فتحت لهم أبوابها لكنها بكل اسف الغت اتفاقية الحريات الاربع وعاني السودانيون طويلا في سبيل الحصول على فيزا يدخلون بها مصر مما اضطرهم إلى الدخول بطرق غير رسمية رغم المخاطر التي تنتاب هذا الأسلوب ، وحتى الذين وصلوا مصر جاءوا باموالهم وضخوها في الاقتصاد المصري الذي استفاد من ذلك دون أن يقدم للسودانيين ولو قليلا مما كان المصريون يتمتعون بها من حقوق في السودان.
ومع توقف شركات الطيران الاجنبية عن السفر إلى السودان بادرت مصر للطيران إلى تنظيم رحلات يومية إلى بورسودان وأصبح مطار القاهرة هو محطة الترانزيت الوحيدة بين السودانيين المنتشرين في العالم وبلدهم وكانوا يتوقعون معاملة طيبة من مصر للطيران وليست حتى مميزة لكنها بكل اسف تعاملت معهم بقسوة مستغلة ظروفهم وحاجتهم إليها كشركة اجنبية وحيدة تصل بورسودان إذ تم تطبيق منع دخول السودانيين العابرين إلى القاهرة مع ان بعضهم يبقي في التزانزيت عشرين ساعة أو أكثر ويتم منعهم من دخول صالات الانتظار المهيأة للمسافرين ويحشرون في مساحة ضيقة لاتتوفر فيها خدمات فالكراسي مثلا غير كافية واحيانا تكون أقل من نصف عدد المنتظرين الذين يفترشون الأرض وتباع لهم قوارير الماء الصغيرة بمبالغ طائلة جدا في جشع لايليق باى انسان وفوق ذلك لاتتوفر في هذه الصالة الضيقة الغير جاهزة لاتتوفر فيها حمامات كافية إذ لايزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة وقد يكون في الصالة أكثر من مائتي راكب وعليهم ان ينتظروا في طوابير طويلة لدخول الحمامات وفيهم المرضي والأطفال وكبار السن.
هذا السلوك المشين الذي يتعامل به اهل مصر مع السودانيين لايليق بهم ويجدر بهم ان يغيروه ، اما مصر للطيران فهي احدي أبرز المؤسسات التى تمارس الظلم لهذا الشعب وتستغل ظروف الحرب في بلادنا وتفرض أسعارا كبيرة جدا تزيد بأربعة أضعاف عن السعر العادي لعلمها انها وحدها التي تطير إلى بورسودان في سلوك غير أخلاقي وغير إنساني وغير محترم.
سليمان منصور