أخبار السودان :
طوفان الأقصى يحاكم الرئيس بايدن سياسيا واخلاقيا
انها امريكا ، المناصرة دوما للباطل ، المنتهكة للحرمات ، المنغمسة في الظلم والعدوان ، المعادية لخيارات
الشعوب الحرة ، الداعمة دوما للطغيان في اجلي صوره متمثلا في إسرائيل ، وهل يمكن ان نجد جهة في العالم هي تكريس واقعي وفعلي للظلم والعدوان اكثر من إسرائيل ، وهل نجد احدا في العالم ماض الى النهاية في تقديم الدعم الغير محدود لإسرائيل كاميركا؟ وهل ننتظر انصافا وعدلا من امريكا وهي المجاهرة بدعمها للاحتلال الصهيوني ، والتي لاتخفي عداءها للشعب الفلسطيني وتحريضها عليه واصطفافها بوضوح تام مع عدوه؟
انها امريكا التي لاتستحي وهي تعلن وعلى لسان رئيسها جو بايدن دعمها المطلق لاسرائيل في مواجهتها الشعب الفلسطيني المنتفض ضد الاحتلال والذي جاءت عمليته البطولية الكبرى التي حملت اسم طوفان الاقصى جاءت لتقول للكيان الصهيوني وداعميه وعلى رأسهم امريكا ان العنف والصلف الإسرائيلي لن يحمي الكيان من العقاب ، ولن يوفر الامن للمحتلين الغاصبين.
وقد خرجت علينا امريكا وعلى لسان رئيسها تحرض على الشعب الفلسطيني الذي تمنحه كل الشرائع والاعراف والقوانين حق الدفاع عن نفسه وتحرير ارضه والتصدي للمحتلين ، لكن أمريكا وكالعهد بها لا تعرف التزاما بقانون ولاتراعي مواثيق، ولاتري صوابا في غير موقفها بل تسعى الى الزام الاخرين بالسير معها في خطها والتقيد بما تحدده هي من سياسات لذا لن تقبل بمن يعترض عليها ، وتصنف بعض من لايتوافقون معها على انهم ارهابيين وتعمل بشكل قوي على التصدي لهم ومحاربتهم بشتى الوسائل ، وممن لا ترضى عنهم أمريكا – وهنيئا لهم هذا الشرف – محور المقاومة ككل بجميع تشكيلاته ومنها بالتاكيد حماس والجهاد وقد سارعت امريكا الى ادانة المقاومة الفلسطينية واصفة عملية طوفان الاقصى بالعمل الارهابي الكبير محرضة على الفلسطينيين.، مؤيدة
استمرار وتصاعد العدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وباقي الأراضي المحتلة، وحاول بايدن بتصريحاته هذه التغطية على إجرام وإرهاب الحكومة الإسرائيلية التي أوغلت في دماء الفلسطينيين ، اذ لم يشر مطلقاً في كلمته إلى المجازر التي ترتكبها القوات الصهيونية بدم بارد وعلى مرأى ومسمع من العالم
وفي خطاب بايدن هناك مغالطات سياسية وقانونية برزت بوضوح في انحيازه الفاضح لأبشع احتلال إحلالي عنصري بغيض عرفته منطقة الشرق الأوسط، ومنحه الغطاء الكامل لمواصلة مجازره بحق الأطفال والنساء والشيوخ العزّل، وبفرضه أبشع أشكال العقاب الجماعي على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، في انتهاك صريح لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي زعم التمسّك بها
ان طوفان الاقصي قد نجح في محاكمة الرئيس بايدن سياسيا واخلاقيا ، وهذه احدي ثمار هذا العمل الكبير ووجه من اوجه النصر الذي تحقق.
سليمان منصور