صفاء الفحل
لم تكن مفاجاة ان تقول الصحافة والمطبوعات ان توزيع الصحف في البلاد قد انخفض الي مستوي تكاد معه ان تندثر الصحافة الورقية فالامر طبيعي في ظل (البرود) الذي تتمتع به هذه الصحف رغم الاحداث الساخنة محليا وعالميا وعدم مقدرتها علي تناول تلك الأحداث بمصداقية خوفا من المحاسبة والاغلاق بالاضافة الي انتشار وسائل التواصل التي تنقل الخبر في لحظته بالصورة والقلم وبصورة جريئة لا تمتلكها تلك الصحف فمن المؤسف كما يقول الزميل (علي الدالي) بان يتحدث العالم كله عن ذهب السودان المكدس بالخزائن الروسية بينما تعمل كل الصحف السودانية (اضان الحامل طرشه) ويتحدث التلفزيون القومي عن مطبخ ابلة سعاد ..
وقد يتجاهل الاعلام الورقي والمرئي والمسموع العديد من الاخبار والاحداث رغم ان كل السودان يتابعها عبر الفضاء المفتوج ونحن لانخاف أحدا وسنقولها بصراحة فالامر مرتبط بمستقبل وطن كامل ، ونفخر ان يقول التاريخ اننا قد قتلنا او اعتقلنا ولكنه لن يكتب عنا ابدا اننا قد جبنا او انكسرنا امام التهديد او الوعيد او الاغراء ..
عفوا فقد كنا سنتناول هروب (القوني حمدان دلقو) الشقيق الاصغر لقائد قوات الجنجويد ومدير شركة الجنيد للمقاولات والمتهم الرئيس في تهريب الذهب الي خارج البلاد مع شروع الدعم السريع في تصفية اربع من شركاته التي ينتظر ان تطالها العقوبات في ظل التلويح الأمريكي الأوروبي بملاحقة الشركات التي تتعاون مع روسيا في حربها علي اوكرانيا وقد بدأت فعلا عمليات التصفية المفاجئة لتلك الشركات وتسريح إعداد كبيرة من العاملين فيها كذلك بيع عدد من سيارات الدفع الرباعي وهذه الشركات التي تتبع لاسرة دلقو كانت تحوز علي امتياز حصري لانشاء كافة مشاريع الدعم السريع وأهمها مسكن القادة حيث انشأت ثلاثة مجمعات سكنية بمدينة قري تضم تسعة فلل تم تخصيصها لسكن عناصر مرتزقة (فاعنر) الروسية بالاضافة الي مقرات في احياء كافوري والعمارات لذات الغرض كما قامت هذه الشركات بتشييد برج من اربعة عشر طابق داخل القيادة العامة أطلق عليه برج المراقبة وهو عبارة عن خلية رصد وتحليل للعمليات الاستخبارتية بالاضافة الي عملها في التنقيب والتجارة
وقد اتخذ (القوني) المسؤول الرئيس عن تلك الشركات البرج كمكتب رئيسي له ولمساعدته الرئيسة هلانا مجدي قبل قراره بتغيير مكاتبه الي دولة الإمارات خلال الايام الماضية ..
ويبدو ان قائد مليشيات الدعم السريع يحاول تغيير واجهته من العمل (الخاص) الي الارتباط بالواجهات الرسمية والمؤسسات الحكومية حيث صار يمتلك مانسبته 30% من منظومة الصناعات الدفاعية وكل ذلك حتي يجعل الامر مرتبطا بعمل الدولة فتتعقد عملية الملاحقة له ولاسرته ويتحول الامر الي سياسة دولة او كما فعل المعزول عمر البشير بحصار السودان كله بدلا عن تسليم نفسه للمحكمة الجنائية ..
ومن المنتظر ان تتعقد الامور اكثر وان تدخل البلاد في صراعات دولية تحول حياة المواطن البسيط الي جحيم من الغلاء والحصار ولا سبيل من الخلاص من ذلك الا بفصل اعمال (ال دقلو) التجارية عن سياسة الدولة الكلية وان يقرر السيد حميدتي هل هو تاجر ام سياسي ام فرد من القوات النظامية .. وننتظر الاجابة ..
ونواصل ان مد الله في الاجال ..
والثورة مستمرة
مليونيات مارس
المصدر الراكوبة
short_link:
Copied