أخبار السودان :
شهداء على طريق القدس.. عزام الاقرع
كثير من الشهداء لايعرفهم الا من كان على صلة بهم وببرنامجهم الجهادي وعلى مقربة منهم ، ومن المعروف ان هذه المسيرة الجهادية المستمرة تقوم على ضرورة حفظ اسرار المجاهدين لذا فانك تجد حتي القريبين منهم لايعرفون ادوارهم الجهادية وعملهم في سبيل تثبيت ركائز مسيرة المقاومة، وهذا من الواضحات ، حتى اذا ارتقي احدهم شهيدا عرف الناس بعضا من ادواره ، ومن المؤكد ان مايخفي ويظل سرا يبقي اكبر.
من هؤلاء المجهولين عند الناس ولايضرهم ذلك ، احد الذين ارتقوا مؤخرا شهداء على طريق القدس يعبدون طريق التحرير ويعملون على اقتلاع هذا الكيان الغاصب المجرم من الوجود ، منهم الشهيد عزام الاقرع الذي استشهد رفقة الحاج القائد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس واثنين من قيادات كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة ، واربعة آخرين من كوادر الحركة وأبنائها وذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت الاسبوع الماضي.
الشهيد عزام الأقرع ،احد الشهيدين القساميين الذين ارتقيا مع القائد صالح العاروري ، والذي لا يقل خطورة بالنسبة للعدو عن الشيخ العاروري، حيث تطارده إسرائيل منذ سنوات طويلة وتضع اسمه على قائمة المطلوبين لها.
ولد الشهيد عزام حسني صلاح الأقرع (أبو عبد الله) في 31 ديسمبر 1969، في بلدة قبلان جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لأسرة مناضلة ومضحية، ونشأ في مساجدها وترعرع، وعُرف بـ”مربي الأجيال” في تلك المساجد، فحفظ أجزاء من القرآن وحفّظه أيضا.
تربى عزام على الأخلاق الحميدة، وعرف عنه في سن صغيرة شجاعته وبسالته وصبره وتضحيته، وكان محبوبا ومؤثرا بين أهالي قريته والقرى المجاورة والمنطقة الشرقية والجنوبية لنابلس، وهو ما حفزه على خوض العمل النضالي باكرا ضد الاحتلال الإسرائيلي، فاشتبك كباقي شباب القرية مع الاحتلال، وانخرط بالعمل المقاوم ضده، لا سيما مع دخول الانتفاضة الأولى عام 1987، وبرز كواحد من أوائل المنتمين لحركة حماس التي أعلنت انطلاقتها آنذاك.
الاعتقال الأول للشهيد القسامي عزام الأقرع كان في عام 1989، وقضى 9 أشهر في المعتقل بتهمة مقاومة الاحتلال ومواجهته، كما اعتقل مطلع عام 1992 وحكم بالسجن الإداري لـ6 أشهر، لعدم تمكن الاحتلال من إثبات أي تهمة بحقه، لكنه بقي مُطاردا إلى أن اعتقل في ديسمبر من العام نفسه، وأُبعد مع أكثر من 400 معتقل من قيادة وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور جنوب لبنان.
استقر الشهيد الأقرع في لبنان وواصل نضاله فيها، والتحق بالعمل العسكري وكان من المؤسسين لكتائب القسام، ومن ثم انتقل إلى سوريا، لكنه غادرها عقب أحداث عام 2011 إلى مصر ومن ثم تركيا
وعن مرحلة ما بعد إبعاد عزام وزواجه وحياته وعمله المقاوم، يقول شقيقه الأصغر حسام الأقرع (50 عاما) إن المعلومات شحت كثيرا عنه، وأن اتصالهم به كان منقطعا، حرصا منه على سلامة عائلته، وخشية ملاحقة الاحتلال لها، ويضيف أن “آخر اتصال لي به كان عام 2006، ولم أره منذ 30 عاما، ولم نجتمع كإخوة وأشقاء منذ الانتفاضة الأولى سوى بلقاء واحد، كما توفي والداي ولم يودعهما”.
يقول حسام إن والدته التي توفيت عام 2004 كانت حلقة الوصل مع عزام، فقد زارته لآخر مرة في سوريا في عام وفاتها، وقد كانوا يعرفون من خلالها آخر أخباره، خاصة وأنه وبحكم موقعه كقيادي عسكري لا يظهر عبر الإعلام نهائيا.
ومع بدء العدوان على غزة، اعتقل الاحتلال حسام وشقيقه وزوج شقيقته المريض، واحتجزهم لعدة ساعات في معسكر حوارة، وسط تحقيق ميداني، وتهديد من التواصل مع الشهيد عزام.
ولَّد كل ذلك لدى حسام وعائلته استنتاجا مفاده أن الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية وضعت عزام على قائمة الاغتيال الفعلي، فهم “يلاحقون كل حر وشريف” حسب وصفه، ويضيف حسام “لهذا لم نتفاجأ بخبر استشهاده، وهذا ما تمناه وناله”.
يختم حسام الأقرع بأن شقيقه الشهيد عزام استطاع بمقاومته أن يؤثر بين أبناء جيله، وأن هذا ما توارثته الأجيال اللاحقة، وأنهم باستشهاده يؤكدون أن “عزام كباقي كل الفلسطينيين، الذين فيهم الشهيد والأسير والجريح، وأن الاحتلال لن يكسر معنويات هذا الشعب وصموده”.
سليمان منصور