شهادة ناجيه من مجزرة ودالنورة
كثر الحديث عن المجازر المروعة التى ارتكبتها قوات الدعم السريع في عدد من مناطق السودان ، ولا تخلو اي قصة عن تفاصيل محزنة تكشف عن الطبيعة الإجرامية لهذه العصابات سيئة السمعة والتي لم ير الناس منها الا العذاب.
ومن أشهر المجازر التى وقعت مؤخرا مجزرة منطقة ود النورة التى إغتالت فيها مليشيا الإرهاب الأبرياء من ابناء المنطقة في قسوة وفظاظة لا تشبه اهل السودان ولا يمكن أن يغض الطرف عنها صاحب خلق وضمير مسؤول.
ونفرد مساحتنا لاحدي الناجيات من مجزرة ود النورة وهي شاهد عيان يحكي تفاصيل ربما لم يقف عليها كثيرون ، وسنورد ما كتبته مروه عبدالله دون تدخل او تعديل.
كتبت تقول :
الاربعاء 5/6/2024
انا لله وإنا اليه راجعون ربنا يتقبل شهداءنا ويشفي جرحانا حسبنا الله ونعم الوكيل الحمد لله على إرادة ربنا (إن الله مع الصابرين )
منذ المجزره وأنا أحاول الكتابه فتأبى يدي أن تخط حرفا كلما بدأت قلبي لايطاوعني عن سرد ما حدث هذا ما رأيته أنا وماذا عن البقية
ماشفناهو وعشناهو في يومين لاينسى ابدا
صباح الأربعاء: صلينا الصبح في أمان الله وأطفالنا حملو مصاحفهم يرتلون القرآن في الخلاوي فإذا بنا نسمع وابل من الاسلحه الثقيله بكل انواعها دانات دوشكات وثنائي ورباعي وقرنوف وسلاح لم يستخدم في الخرطوم نفسها بدايه شرارة الحرب ، لاسبيل للهروب ولا الفرار ، الخوف يسيطر على كل القرية والهدوء أمتلكها الا صوت المدافع والتدوين كالبرق يحاوطنا من كل الاتجاهات فإذا بنا صغارآ وكبارآ نردد حسبنا الله ونعم الوكيل ونرتل آيات من كتاب الله ليس لنا سلاح سواها وعلى حين غفلة مننا فإذا بالوحوش يقتحمون منزلنا مدججين بالسلاح يمارسون أبشع انواع السلب ،النهب ،التهديد والذله لم تمنعهم سرقة العربات والاموال بل يهددون أخي بفلذة كبده التي لا يتجاوز عمرها ال3سنين بقتلها أو يجلب لهم ما تبقى من مال وذهب حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم ذئاب حتى الصغير لاترحمه وحتى أبي المريض لم يسلم منهم قالو لنا أخرجوه ولكن عناية الله ودعوات والدينا حفظتنا منهم ،يخرج فوج منهم ويدخل فوج أخر لايصدق أن وحوشهم السابقه اخذت كل ما نملك وبعد خروجهم منا صرنا نبكي على مصابنا وتهديد السلاح وخوف أطفالنا واخذ ممتلكاتنا عنوة أمام اعيننا و في وقتها لم ندر بالمجزره الجماعيه التي ارتكبوها فدخل أخي علينا يبكي ويضرب رأسه بالحائط يقول انتو في شنو الحي كلو مات جارنا شمس الدين واخوه قتلوهم داخل بيوتهم وكل شويه يعددون لنا أسماء اخرى فإذا بنا نخرج والضرب شغال نعزي جيرانا كل بيت ندخله نجد شهيدين وثلاثه أولاد النذير ،أولاد محمد حسن ،كمال ومختار ،التوم وإبنه الجميع بهذا الشكل لم أنسى منظر الشهداء ملطخين بالدماء اغتالتهم أيادي الوحوش غدرا في بيوتهم ومنهم من يؤدي فريضة الصبح وهو على مصلايته من هول منظر الحي الشمالي أدركت تماما أن جميع ودالنوره قد قتلت اشتد علينا صوت السلاح هرولنا راجعين الى بيتنا والله لم نكمل نصف تعزية حينا عدد شهداء حينا الشمالي تجاوز ال60 شهيدآ إلى جنات الخلد والجرحى لاحصر لهم دا اصغر حي في ودالنوره حتى ولو عدنا من يعيد لنا الحي الشمالي وشبابه من يعيد لنا الاهل والاحباب لم استطع حصر شهداء حينا الجنوبي رجال العز والشهامه وبعد وقف النار نسمع المنادي في المسجد ينادي للحفر الجماعي لمقبرة الشهداء لأن ودالنوره لاتوجد بها مقابر نحن ندفن موتانا في القرى المجاوره خرج ما تبقى من الحله نحو الميدان يبكون دما وقلوبهم كادت أن تنفطر لانهم يدفنون خيرة شباب وشياب ودالنوره اصطفاهم الله شهداء إنهم محظوظين حقآ تقبلهم الله واسكنهم فسيح جناته وبعد ذلك عاد اخوتي وهم يبكون على دفن اصحابهم وجيرانهم وأهاليهم.
آتى المغرب ولم نأكل شيئا من الصباح الا الماء ،أتت اختي باكيه قالت لينا الحلة كلها نزحت انتو منتظرين شنو ارحكم نطلع أنا وامي وأخي رفضنا شاكلناها قلنا لها الناس ديل اخذو ودالنوره كلها موت بالجمله سرقو العربات ،المال ونهبو السوق تاني م بجو لانو م في حاجه خلينا نصبح للصباح لانو عندنا كبار سن بالليل نمشي وين عادت إلى بيتها باكية وحزينه لم يغمض لنا جفن من فظاعة المشاهد وصوت رحيل الحي حتى الحيوانات رافضه المشي بعيدا عن ديارها
أصبح الصبح وكان عندنا أمل نظل في بيوتنا بعد كل الحصل لانو اصعب حاجه في الدنيا الرحيل. شرقت الشمس وصوت السلاح طوق كل أرجاء ودالنوره لقد علمنا أن الوحوش يتفتلون في شوارعها وكأنها بلادهم يسلبون،ينهبون عنوة يقتلون الابرياء لقد حوصرنا تماما لا سبيل للطلعه حتى النفس م قادرين نتنفس الخوف سيطر علينا أطفالنا لايتكلمون خشينا أنهم اصابهم البكم تجمعنا في غرفة واحده ننتظر الموت ولكن قدرة الله أكبر ونحن في الحالة دي حتى اذان العصر فإذا بنا نسمع بكاء جيراننا تم قتل أبناءهم غدرا في بيتهم الزمن لايسعنا حتى أن نعزي جيراننا لأننا نحزم أمتعتنا للرحيل خرجنا قبيل آذان المغرب مشيا على الاقدام حتى أطفالنا عمر السنتين يبكون تعبا وإرهاقا من المشي وصلنا الساعه 2صباحا قرية عراق فهدوء القريه أخافنا طرقنا باب صاحب لنا وعلمنا أنه يوجد لوحده لأن كل القرية قد نزحت خوفا مما حدث في ودالنوره استقبلنا وأكرمنا ياهو حال أهلنا ناس الجزيره الكرم والشهامه عين وأصابتك يابلد أصبح الصبح ولاندري أهو حلم أم خيال أم حقيقه خروجنا من البيت صلينا الجمعه وتحركنا نحو المناقل وفي شارعنا قد أوقفنا خبر وفاة الخطيب إبن أمه الوحيد الذي آتى من قرية أم شديده ليتفقدنا بعد المجزره اغتالته أيادي الوحوش ولاتعرف أنه م زال طفلا لاحول ولاقوة الا بالله شهيداً باذن الله إلى جنات الخلد ذهبنا لأهله والخبر معنا يتسامرون ويضحكون ولا يعرفون أن إبنهم لقد أستشه وأستمرت رحلة النزوح حتى وصلنا المناقل لايوجد لدينا فيها أهل بل معرفة تجارة أستقبلونا بحفاوة وبشاشه وتألمو لألمنا وشدو من أزرنا الحمد لله ربنا سخر لينا أناس خففو علينا الحزن والألم تحملو كل العبء وتكدس االأسرةلأسبوع كامل من غير كلل وملل حتى أجرنا بيت نستضيفهم ويستضيفوننا ربنا يبارك فيهم ويزيدهم من فضله وإن شاء ربنا يحفظنا وإياهم وينعم علينا بالأمن والاستقرار
اللهم أجمع شملنا وردنا إلى ديارنا سالمين غانمين اللهم فرجا قريبا يتعجب له أهل السماء والأرض ولا حول ولا قوه لنا الا بك يا الله اللهم إن رحمتك وسعت كل شئ فأرحمنا يا الله
#مجزرة_ودالنورة
#لن_ننسى_ولن_نغفر
سليمان منصور