شباب الغرب محط اهتمام المسلمين
يخطئ من يظن ان الإسلام لايعير المنصفين اهتماما ، فهو يكبر فيهم التفاتهم للحقيقة، ومناصرتهم لها، وان كان ذلك مخالفا للسائد في بلدانهم ، ومن أجلى مظاهر تقدير الإسلام لكل منصف واحترامه له توجيه احد أبرز قادة العالم الإسلامي رسالة إلى شياب الغرب حول تفاعلهم مع مظلومية اهل غزة ومناصرتهم لفلسطين وتصديهم لباطل حكوماتهم الداعمة للتوحش الصهيوني من غير حياء ولا ضمير .
انها رسالة قائد الثورة الاسلامية في ايران السيد على خامنئي الى شباب وطلاب أمريكا وعموم الشباب في الغرب ، وهي رسالة جديرة بالتوقف عندها في شكلها وتوقيتها ومضمونها ، فقائد الثورة الإسلامية ومن موقعه القيادي الكبير كمرجع ديني وقائد سياسي وزعيم لملايين المسلمين في ايران وخارجها ، وكمناهض للاستكبار ورجل ثوري مناصر للمستضعفين متصد لهيمنة وغطرسة أمريكا ومناصريها من المستكبرين وعملائها في المنطقة، ومن موقعه المهم هذا يخاطب طلاب وشباب الغرب ويشيد بحراكهم ويقول لهم لقد اخترتم المكان الصحيح ووقفتم في الموضع السليم ، نقول ان كلام السيد إلى هؤلاء الشباب ومن موقعه القيادي ومكانته الإسلامية كرجل دين وزعيم سياسي توضح ان الإسلام لايغفل عن شكر من يستحق الشكر والثناء على اي موقف يقفه الشخص طالما كان موقفا سليما بغض النظر عن دينه وجنسه فالمعيار هنا مناصرة المظلومين ومجابهة المستكبرين الظالمين ،. وهل في العالم مظلومية أوضح اليوم من مظلومية الشعب الفلسطيني؟ وهل هناك استبداد وطغيان وظلم وباطل أكبر من هذا الذي تمارسه أمريكا وحلفاؤها؟ وهل هناك عدوان أكثر بشاعة ودموية وقسوة وتوحشا وبربرية من هذا الذي تمارسه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني؟
السيد الخامنائي ومن موقعه الكبير يتحدث إلى شباب الغرب مكبرا موقفهم مؤيدا حراكهم شاكرا لهم على ماقاموا به ،. وهذا يعني ان عليكم يا شباب وطلاب الغرب ان تنظروا بانصاف إلى المسلمين فهم لايعادون الغرب بما هو غرب وإنما يرفضون سياسة حكامكم وتعاميهم عن الحق ودعمهم للعدوان على الأبرياء وان ما كان يتم الترويج له في المجتمعات الغربية تخويفا من المسلمين وتشويها لصورتهم انما هي اكاذيب تمارسها حكوماتكم وينشط في ذلك اللوبي الصهيوني وانتم بحراككم هذا تنبهون مجتمعاتكم إلى ما ظلت تتعرض له من خداع واباطيل.
وكان قائد الثورة الإسلامية قد وجه رسالة من قبل إلى شباب أوروبا وأمريكا الشمالية في يناير 2015 وذلك تعليقا على الأحداث التي شهدتها فرنسا ذلك الوقت ، ودعا السيد الخامنائي يومها الشباب في الغرب للتعرف على حقيقة الاسلام خارج اطار المصالح السياسية لحكوماتهم وسعيهم لربط ممارسات الجماعات الارهابية بالإسلام الذي جاء رحمة للعالمين.
وفي نوفمبر 2015 خاطبهم مرة أخرى معبرا عن الأحداثِ التي شَهِدَتها فرنسا يومها بالمريرة . وأكد في الرسالة أنَ معاناةَ الإنسانِ محزنةٌ في أيِ مكانٍ من العالم سواءٌ في فرنسا أو في فِلَسطينَ والعراقِ ولبنانَ وسوريا، داعيا الشبابَ الغربيينَ إلى استلهامِ الدروسِ من مِحَنِ اليوم وسدِ الطرقِ الخاطئةِ التي أوصلت الغربَ إلى ما هوَ عليهِ الآن.
وتقف غدا بإذن الله تعالى مع تفاصيل رسالة السيد الخامنائي الأخيرة إلى الطلاب الجامعيين المدافعين عن غزة
سليمان منصور