أخبار السودان :
سليمانى.. حياة كريمة وتاريخ ناصع
العظماء ليسو قلة فى مسيرة الإنسانية ، ومن هؤلاء الشهيد قاسم سليمانى الذى ابكت شهادته محبيه واحرار العالم ، وفى المقابل فرح بتغييبه عن المشهد من هم فى خط القاتل وعلى وفاق معه حتى ان كثيرا من الناس العاديين الذين لم يكونوا على علم بالدور الكبير الذى يطلع به الشهيد سليمانى فى مقارعة أمريكا والكيان الصهيونى والجماعات التكفيرية المجرمة ، هؤلاء الناس ادركوا هذا الأمر بعد اكتشافهم الاصطفاف القوى للبعض من امتنا مع الصهاينة والامريكان فى فرحهم بمقتل الشهيد سليمانى والشهيد المهندس ورفقتهما الميمونة.
بدأ الشهيد قاسم سليماني نشاطه العسكري بُعَيد انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران ، ورويدا رويدا أصبح يراكم التجارب ويكتسب الخبرات فى هذا الباب مما اكسبه تجربة ثرة غنية في القتال العسكري غير المنظّم وهيّأته هذه التجارب ليترقّى في سلّم المراتب العسكريّة في الحرس الثوري الإيراني . ومن ثم انتقل الرجل من كردستان إيران حيث بدا نشاطه العسكرى جنديا فى الحرس الثورى إلى جبهات الحرب مع العراق فور انطلاقتها ، بوصفه قائداً لسريّة جمعها ودرّبها بنفسه من مسقط رأسه (مدينة كرمان التي استهدفها الإرهاب التكفيري المجرم في حركته الذكري الرابعة لاستشهاد ابنها) . وسرعان ما ترقّى بعد دوره في عمليات ناجحة لاسترجاع الأراضي المحتلة من قبل الجيش العراقي في محافظة خوزستان الإيرانيّة، إلى أن أصبح قائداً لفرقة 41 “ثار الله”.
شارك سليماني في معظم العمليات العسكريّة طوال ثماني سنوات من الحرب العراقيّة الإيرانية ، وشارك أيضاً في قيادة وتنظيم عمليات متعدّدة في عمق الأراضي العراقيّة ، في إطار العمليات غير النظامية التي كان يديرها ضد الانفصاليين الايرانيين المدعومين من صدام حسين ، ومن هنا بدأت علاقات الرجل بالقيادات الكرديّة العراقيّة التي كانت تقاتل صدّام حينذاك .
وبعد ذلك تولى الرجل محاربة عصابات تهريب المخدرات فى شرق إيران والتي كانت تنشط فى مناطق شاسعة من الصحارى بمحافظات كرمان وسيستان وبلوشستان وخراسان. وتلك التجارب الطويلة بخاصة في ما يتعلق بإدارة الحروب غير النظامية والقتال في المناطق الصحراويّة منحت هذا الرجل خبرة واسعة، وهو الذي لم يتابع دراسات جامعيّة ولا عسكريّة في حياته. وهذا ما أدّى إلى توليه قيادة فيلق القدس.
انها بعض المحطات الناصعة فى حياة كريمة لرجل كريم.
سليمان منصور