أخبار السودان :
زعزعة امن القرن الافريقي خدمة لإسرائيل
مازالت دولة الإمارات العربية المتحدة تمارس ادوارا واضحة لامواربة فيها للسيطرة على اهم الموانئ والممرات المائية العالمية ، وتبذل في سبيل ذلك كل ما بوسعها ، وما العديد من المشاكل في عدد من مناطق العالم الساخنة الا بسبب تدخلات الإمارات بشكل فج ومحاولاتها وضع يدها على كل شي وهي تظن ان المقدرة المالية وحدها كافية لبلوغ ماتريد.
ومؤخرا نشبت مشكلة بين اثيوبيا والصومال اثر اتفاق اديس ابابا مع جمهورية ارض الصومال الغير معترف بها اصلا على تخصيص قطعة ارض لصالح إثيوبيا واستغلال ميناء بربرة كمنفذ مائي لها اذ تعاني اصلا من عدم اطلالها على البحار
وحتي نفهم بصورة واضحة تدخلات اثيوبيا السالبة في مناطق متعددة من العالم ومنها القرن الافريقي علينا الانتباه الى العلاقات الممتازة بين ابوظبي واديس ابابا اذ يرتبط البلدان بعرى وثيقة على مختلف الاصعدة ، واحدي واجهات هذه العلاقة شركة موانئ دبي التي سبق أن وقّعت اتفاقاً مع أرض الصومال “صومالي لاند” عام 2016 بقيمة 442 مليون دولار لتشغيل مركز تجاري ولوجستي إقليمي في ميناء بربرة، ووقعت معها اتفاقية أخرى عام 2018 لتطوير مشروع منطقة اقتصادية حرة بحصة بلغت 51 % من المشروع لصالح الشركة، و30% لصالح أرض الصومال، و19% لصالح إثيوبيا ، وفي هذه الاتفاقيات كانت اديس ابابا حاضرة سواء بشكل مباشر او غير مباشر.، وتسعي شركة مواني دبي الى توظيف اثيوبيا وجوارها للصومال لتحقيق مصالح مشتركة وان كانت الإمارات هي المستفيد الاكبر.
وفي ظل هذه العلاقات المميزة بين الدولتين، اشترك سلاح الطيران في البلدين في العرض العسكري المشترك الذي تم في 16 ديسمبر في إحدى القواعد العسكرية الإثيوبية.
ويعتبر هذا النشاط الاماراتي العلني تفتيتا لبلد عربي وافريقي لكن الاتحاد الافريقي لم يحرك ساكنا واثر الصمت رهبة من اثيوبيا التي تحتضن مقره او رغبة في تحقيق مصلحة وسط استشراء عمليات البيع والشراء التي عرفت بها افريقيا على مستوى القادة والمؤسسات واشتهرت الامارات بلعب هذه الادوار ، وما السودان واريتريا وتشاد وموريتانيا وليبيا وغيرها من البلدان الأفريقية ببعيدة عن هذه المؤامرات الاماراتية ، وقد احتجت جامعة الدول العربية على الخطوة الإماراتية الإثيوبية مستنكرة استغلال هشاشة الأوضاع الداخلية في الصومال لاقتطاع جزء من أراضيه، لمخالفة ذلك مبادئ القانون الدولي وقواعده، ووصفت الجامعة مذكرة التفاهم بالباطلة وغير المقبولة، وعبّرت عن تضامنها مع الصومال.
في ظل احتدام الصراع في البحر الأحمر، لا سيما بعد دخول اليمن وبشكل رسمي مناصراً لفلسطين في مواجهة الحرب التي أشعلتها “إسرائيل” في غزة منذ 3 أشهر، وفي ظل محاولات غربية -صهيونية تقودها أميركا لتشكيل تحالف دولي لمواجهة اليمن، ولتحييده من المشاركة في الصراع العربي-الإسرائيلي الذي تمثل الحرب في غزة وعليها تجلياً من تجلياته. وليس بعيداً من ذلك، تجيء الجهود الفرنسية الداعمة لإثيوبيا والمحرضة لها لاستعادة الدور العسكري للإمبراطورية الإثيوبية في البحر الأحمر، والذي فتح له التوقيع على مذكرة التفاهم أفقاً جديداً يعزز الشراكة الثلاثية الإثيوبية-الإماراتية في أرض الصومال، وتدفع بها في أتون الصراع الدولي على البحر الأحمر بمياهه وسواحله وموانئه، وعلى منطقة القرن الأفريقي بموقعها الجيواستراتيجي.
إن الدور الفرنسي المعلن في منطقة القرن الأفريقي، والأدوار الأخرى المستترة من “إسرائيل” ودولة عربية حليفة لها، تعمق الصراع الدولي بين روسيا والصين من جهة والمعسكر الكلونيالي ممثلاً في فرنسا وبريطانيا وأميركا من جهة ثانية، خاصة في ظل تمدد النفوذ الصيني -الروسي في أفريقيا على حساب النفوذ الكلونيالي الغربي التاريخي في القارة السمراء، قارة الموارد والمستقبل.
سليمان منصور