روسيا تخطو نحو عزل معاقبيها
لم يدر فى خلد المناوئين لـ روسيا ، الساعين إلى خنقها والتضييق عليها ، المتحالفين ضدها ، لم يدر بخلدهم ويتصوروا ان موسكو ستنجح فى قلب الطاولة عليهم ، وجعلهم يئنون من العقوبات التى فرضوها هم على روسيا بهدف اخضاعها او لا أقل تحجيمها.
نعرف جميعنا ان النظام المالى العالمى خاضع بالكامل لسيطرة أمريكا وحكمها ، وعبره تمارس ابتزاز الآخرين والضغط عليهم ، بفرض العقوبات الاقتصادية الظالمة والمجحفة ، والاشكال انها تكون انفرادية بعيدة عن مظلة الأمم المتحدة ، التى لم يعد لها ولمؤسساتها المتخصصة دور الا امضاء ماتريده أمريكا.
مضى الاورببيون وبعض الاسيويين خلف أمريكا فى ما تقرره ، فخاضوا إلى جانبها حروبها العدوانية البشعة ضد العراق وليبيا واليمن وافغانستان وايران وسوريا وفلسطين ، وبشكل عام حيث ما دخلت أمريكا وتورطت فى جريمة – وما اكثر جرائمها – مضى معها البعض باصمين بالعشرة على ما تقرره ، دون نظر فى حقانية الموقف من عدمه ، ونستطيع القول بضرس قاطع ان أمريكا لم تكن يوما محقة فى نزاع بينها وبين غيرها فهى دوما المستكبرة الظالمة المعتدية.
فرضت امريكا عقوبات على كوبا وفنزويلا والصين وكوريا الشمالية وليبيا والعراق وسوريا وايران وروسيا ، وجاءت الحرب فى أوكرانيا لتجعل الاوروبيين ينضمون لامريكا فى تشديد العقوبات على موسكو ، مؤملين ان تنجح عقوباتهم فى أضعاف روسيا واخضاعها ، لكن القيصر ابى الا ان يشعرهم بالهزيمة ويذيقهم علقمها ، وقد تعالت صرخات الغربيين عندما قرر بوتين ايقاف التعامل بالدولار ، ومن أراد استلام الطاقة من روسيا فعليه ان يدفع بالروبل ، ويعتبر هذا بمثابة الانعتاق من هيمنة الدولار وإنهاء لسيطرته الزائفة.
ونقرا فى الاخبار : أعلنت رئيسة المصرف المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا انضمام 70 مصرفاً أجنبياً من 12 دولة إلى نظام التعاملات الروسي المقابل لنظام “سويفت”.
وقالت نابيولينا متحدثةً في المؤتمر الروسي للصناع ورجال الأعمال: “في الوقت الحالي، انضم إلى نظام التعاملات الروسي 70 منظمة أجنبية من 12 دولة، والعمل جارٍ، لكنه يعتمد على الشركاء”.
وشددت نابيولينا على أنّ المصرف المركزي الروسي مستعد لربط الجميع في هذا النظام، لأنّ الحلول التقنية متوفرة لديه، ويمكن القيام بذلك وبالسرعة الكافية، لكن هذا يتوقف على رغبة الشركاء.
وأوضحت نابيولينا، مجيبةً عن سؤال بشأن ما إذا كان الشركاء يخشون من الوقوع تحت العقوبات الثانوية بسبب ربطهم بنظام نقل الرسائل المالية الروسي، أنّ بلادها لن تفصح عن هوية المرتبطين بالنظام.
وفي مايو الماضي، أقصى الاتحاد الأوروبي ثلاثة مصارف روسية عن نظام “سويفت” للتحويلات المالية الدولية، من بينها “سبيربنك”.
وروسيا هي ثاني أكبر بلد ضمن نظام “سويفت” من جهة عدد المستخدمين بعد الولايات المتحدة، مع نحو 300 مؤسسة مالية بحسب “روس سويفت”، وحجم التعاملات المالية المرتبطة بروسيا عبر “سويفت” يصل إلى مئات مليارات الدولارات سنوياً.
وعلى خلفية أزمة القرم في العام 2014، والعقوبات الغربية التي تلت انضمام شبة الجزيرة إلى روسيا، لجأت موسكو إلى استحداث نظام تحويل الرسائل المالية الخاص بها “إس بي إف سي” (SBFC)، ليكون بديلاً إذا تم فصلها عن نظام “سويفت”.
وباتساع دائرة البنوك العالمية المنضمة الى النظام المالى الروسى الجديد فان موسكو بذلك تخنق كل المتحالفين ضدها وهذا ما لم يكن فى حسبانهم وبالذات الاوروبيين.
سليمان منصور