قال محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير إنه فر من البلاد خوفا على حياته في ظل الاضطرابات بين الحكومتين المتنافستين للسيطرة على المصرف المركزي.
ويحكم ليبيا التي تشهد أعمال عنف وانقسامات، حكومتان متنافستان، إحداها في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومعترف بها من الأمم المتحدة، وأخرى في بنغازي شرقا ويرأسها أسامة حماد وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من القائد العام للقوات المسلحة في ليبيا المشير أركان حرب خليفة حفتر.
وقال الكبير في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إنه وأعضاء آخرين من كبار موظفي البنك، اضطروا إلى الفرار من البلاد لـ”حماية حياتهم من هجمات محتملة من قبل ميليشيات مسلحة”.
وأشار إلى أن “الميليشيات تهدد وتخيف موظفي البنك، وتقوم في بعض الأحيان بخطف أطفالهم وأقاربهم لإجبارهم على الذهاب إلى العمل”، معتبرا أن “محاولات الدبيبة لاستبداله غير قانونية ولا تتوافق مع الاتفاقات التي تفاوضت عليها الأمم المتحدة، التي تتطلب اتفاقا بين حكومتي الشرق والغرب على أي محافظ جديد للمصرف المركزي”.
وعُلّقت معظم الخدمات المصرفية في ليبيا مع تصاعد أزمة المصرف المركزي.
ويشرف مصرف ليبيا المركزي على إدارة إيرادات النفط وميزانية الدولة، ليتم بعد ذلك إعادة توزيعها بين المناطق المختلفة بما فيها الشرق. وبفضل فترة الهدوء مؤخرا، ارتفع الإنتاج إلى حوالي 1.2 مليون برميل يوميا.
وأعلنت حكومة شرقي ليبيا التي تتخذ من بنغازي مقرا لها، الاثنين، إغلاق جميع حقول النفط ووقف إنتاجه وتصديره، قائلة إن ذلك يأتي “على خلفية أحداث مصرف ليبيا المركزي”.
وقال الكبير للصحيفة البريطانية إن “إغلاق النفط سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد وقيمة الدينار. كما أن هناك توترات بين القوى على الأرض في طرابلس التي تدعم وتعارض الإجراء لإزاحته”، مضيفا: “لذا أخشى أن يؤدي ذلك إلى قتال”.
ولفت إلى أن هناك “أصولا قيّمة داخل البنك المركزي.. ولا نعرف ماذا يحدث لها”.
ويوم الأحد الماضي، أعلن المجلس الرئاسي تعيين محمد الشكري محافظا جديدا للمركزي، وإقالة المحافظ الحالي الصديق الكبير، وهو ما سارع مجلس النواب وكذلك المجلس الأعلى للدولة لرفضه، مؤكدين أن تعيين المحافظ من اختصاصاتهما، وليس اختصاص المجلس الرئاسي.
وفي هذا الصدد، شدد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح على أن البرلمان قرر استمرار الصديق الكبير في منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي لضمان استكمال عملية توحيد المصرف.
المصدر: “فايننشال تايمز”