دور رموز المجتمع في إحلال السلام
في اي مجتمع هناك قيادات يلتف الناس حولها ويقبلون كلامها ويمكنها من موقع تقديم النصح والمقبولية ان تساهم في علاج مشاكل المجتمع والحيلولة دون ذهاب الأوضاع باتجاه التدهور والانهيار.
هذه الشخصيات القيادية هي رموز في المجتمع وسواء كانت رموزا دينية او زعماء قبائل او نجوم رياضة وفن فإنهم يحظون باحترام قطاع واسع من الناس ويترتب على اصدارهم اي كلمة او اتخاذهم اي موقف ان يتفهم الناس مايصدر عن هؤلاء الرموز ويكون من السهل أن يتبلور رأى عام يستند على مواقف هؤلاء القادة والرموز الدينية والمجتمعية.
واليوم وقد استعرت الحرب في بلادنا وقضت على الأخضر واليابس ودمرت البلاد وأهلكت الحرث والنسل بل مات بسبب هذه الحرب الملعونة ألاف الأبرياء في بلادنا وتشرد ونزح الملايين فان الواجب الشرعي والأخلاقي يقتضي ان يتصدي قادة المجتمع ورموزه إلى مسؤوليتهم ويقوموا بدورهم ويسهموا في انهاء معاناة شعبهم.
ولتنجح مساعي القيادات الدينية والمجتمعية وتصل بشعبها إلى ماينشده من الصلاح والفلاح عليها – هذه القيادات – ان تحرص على التزام القيم النبيلة مبتعدة بقدر الإمكان عن كل ما يعكر الصفو ويثير الفرقة والشتات.
ان هذه الحرب التي طالت ومضي عليها الآن خمسة عشر شهرا قد افرزت ظواهر سالبة عديدة بعضها
يمكن أن ينخر طويلا في بنية المجتمع ويفككها ويضع حدا لتعايش
سالم أمن ظل هو ديدن اهل السودان على مر العصور حتي ان كثيرين شبوا جيران لايعرفون انتماءات اهلهم القبلية فالجميع أبناء وطن واحد وجيران واخوان ، لكن نتج عن هذه الحرب تجييش كبير وتحريض واسع ضد بعض المكونات الاجتماعية فراينا بعض مواطني الوسط والشمال يجزمون باستحالة تعايشهم مع أبناء الرزيقات والمسيرية والسلامات والتعايشة والبني هلبة وغيرهم من عرب دارفور ممن شكلوا التجمعات الاكبر وسط قوات الدعم السريع وهي تفتك بالابرياء وتنهب البلد وتدمرها ، وفي المقابل ارتفعت أصوات عالية بين بعض أبناء الغرب تتحدث عن ضرورة وضع حد لما اسموه استعلاء اهل الشمال بل هناك من لايخفي عداءه القوي ودعوته الى تجريد مواطني الشمال من اي شي حتى حقوقهم الاساسية ، وهذه الفتنة يمكن أن تقود لاسمح الله إلى. حرب أهلية ولاتبقي ولا تذر ، وواجب القيادات الدينية والمجتمعية ان يتصدوا لهذا الخطر ويحاصروه في مهده ويمنعوا تمدده وبذا يسهموا في تجنيب البلد فتنة هوجاء عمياء لن تعود على الجميع الا بالحسرة والندامة.
سليمان منصور