دكتور الجزولي.. سقوط المشروعية
لا أظن أن الدكتور محمد علي الجزولي شخص يحتاج ان نعرف به ، فكل من له قليل اهتمام بالشان العام يعرف الرجل المثير للجدل ، وما زال الناس يذكرون جيدا تاييده العلني لتنظيم داعش الإرهابي ، أيام تمدد هذا التنظيم المجرم في سوريا والعراق ، وجاء تأييد الدكتور الجزولي لداعش من على منبر الجمعة بالمسجد الذي كان يؤم المصلين فيه باحد أحياء شرق الخرطوم ، وكان هذا التأييد للمجرمين الدواعش وهم يرتكبون ابشع الجرائم بحق المسلمين وغيرهم من الأبرياء.
ثم صعد الدكتور الجزولي الي السطح وهو يكتب في الصحف ويخطب هنا وهناك وقد اتيحت له بعض المنابر ، وبالذات صحيفة الطيب مصطفي الذي وان لم يكن مجاهرا بتاييد الإرهابيين كالجزولي ، الا انه يري فيه احد النقاط المضيئة في الساحة السودانية ، ويتمني ان ينجح الرجل في اعتلاء ارفع المناصب.
وبعد الثورة اصطف الدكتور الجزولي في تحالف مع قادة التيار السروري الإرهابي المتطرف ، ومن أبرز قياداته الدكتور محمد عبد الكريم ، والدكتور عبد الحي يوسف ، والدكتور علاء الدين الزاكى ، والدكتور محمد الامين اسماعيل ، والاستاذ محمد هاشم الحكيم ، وغيرهم من المتطرفين ، الذين لا يؤمنون بحق الآخرين في العمل العام ما لم يكونوا منضوين تحت راية إسلامية.
ومؤخرا اعلن الدكتور الجزولي مناصرته للبرهان والجيش ، وطالب القائد العام اكثر من مرة بحسم الأمر وازاحة من أسماهم العلمانيين من الساحة ، فى ممارسة لا يمكن أن يقدم عليها من يدعي الإيمان بالعمل الديموقراطي ، والاحتكام الي الديموقراطية.
وقد شاهدنا فيديو قبل أيام للدكتور الجزولي وهو يناشد مناصريه ان يكونوا جاهزين للزحف نحو الخرطوم متى ما طلب منهم ذلك ، وهذا الكلام بلا شك يدخل في باب الفتنة والتحريض ، فماذا يعني أن يطلب الرجل من مناصريه ان يزحفوا نحو الخرطوم ؟ وعلى من يحرضهم ياترى؟ الم يهدد الناس من قبل انهم جاهزون لاقتلاع من يقف في طريقهم؟ هل هذا عمل سياسي؟ أليس هذا تجاوزا للحد ؟ وخروجا علي القانون ؟ وتهديدا بالحرب؟
دكتور الجزولي الذي بايع داعش علنا يدعو مناصريه في خطاب لايخلو من الغموض لما يمكن أن يعتبر نوعا من إثارة الفتنة والتحريض على الحرب وهذا ما يسقط مشروعيته.
سليمان منصور