أخبار السودان :
دعوة للتأمل في حال الأمة
لايمكن أن تمر علينا الاحداث هكذا دون أن ناخذ منها العبر ، ونعرف كيف يمكننا أن نستفيد من التجارب التي مرت بنا ، فنزيد من أسباب النجاح ، ونتجنب ونعالج ما يؤدي إلى الفشل.
إن شبابنا اليوم مطالب بالانتباه جيدا للوضع الذي تمر به الأمة ، والتأمّل في هذا الوضع ، والتعمّق في القضايا المهمة والمصيرية للعالم الإسلامي ، وليس خافيا علينا أن من أهم ما يشغل بال العرب والمسلمين مصير ثورات المنطقة ، والمساعي التي تبذلها القوى المتضرّرة من هذه الثورات لتحريفها ، فقد خرجت الجماهير في تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن والسودان والجزائر تريد إصلاحات حقيقية ، وكان الثوار يريدون الإصلاح ، وليس في مخيلتهم ان يتآمر عليهم الكبار ، لكن لما كان هؤلاء الكبار باحثون فقط عن ما يحفظ مصالحهم فقد ساءتهم هذه الثورات ، ورفضوا بشكل قاطع ان تمضي الي حيث ارادت الشعوب مما ادى الي وضع عراقيل كبيرة امام هذه التحركات الشعبية العفوية الصادقة فتم التامر على هذه الجموع الثائرة والعمل على توجيه هذه التحركات وادارتها والسيطرة عليها وحرفها عن مسارها ، ومن المؤامرات التي قامت على هذه الثورات تنشيط المخططات الخيانية لبث الخلافات والفرقة بين المسلمين ، وإشاعة سوء الظن ، وعدم الثقة بين البلدان الثائرة.
أيضا لا بد أن ننتبه جيدا الي قضية فلسطين والمساعي الكبيرة لقوي الاستكبار ودولنا الذاهبة في خط التطبيع مساعيهم الرامية لعزل المناضلين ، وتصويرهم كارهابيين ، ومحاولات تشويه صورتهم وابعاد الأمة عنهم ، وصولا إلي إطفاء جذوة الجهاد الفلسطيني.
أيضا لابد من مراقبة الأداء الإعلامي للحكومات الغربية المعادية للإسلام ، ودعمهم لمن أهانوا المنزلة المقدسة للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، والتمهيد لحروب داخلية وتجزئة بعض البلدان المسلمة، وإخافة الحكومات والشعوب الثائرة من معارضة طلاب الهيمنة الغربيين، والترويج لوهم أن مستقبلهم رهن بالاستسلام أمام المعتدين.. وغير ذلك من مثل هذه القضايا المهمة والحيوية ، وتندرج جميعها في عداد القضايا المهمة التي يجب أن يجري التأمّل والتعمّق فيها
سليمان منصور