كثيرة هى الكتابات عن موارد السودان المنهوبة ، سواء من حكامنا مباشرة ، او من دول أخرى ، وشركات اجنبية ، استغلت بعض الظروف ، وقدمت رشاوى كبيرة لمتنفذين ، وتمكنت من نهب الكثير من خيرات هذا الشعب المغلوب على أمره ، الذى يكابد وتشتد معاناته يوما بعد يوم اثر الضائقة المعيشية ، والاوضاع الاقتصادية السيئة ، وانعكاس ذلك على مجمل حياة الناس ومعاشهم.
ويتحدث كثيرون وبالتفصيل والأرقام الدقيقة عن السرقات المنظمة التى تتعرض لها بلادنا ، واستغلال بعض البلدان للوضع السياسى والادارى المضطرب حاليا ، مع خيانة بعض ذوى الشان لبلدهم ، استغلال ذلك لنقل بعض خيراتنا واعادة تصديرها باسم هذه البلدان ، وتحقيق أرباح طائلة جدا على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره.
وسنتعرض بشكل مجمل إلى بعض ما
يتم تداوله دون توقف كثير فى التفاصيل الدقيقة ، ونقول فى هذا الباب ان واجب الجميع القيام بحماية مواردهم فى ظل ضعف الحكومة او غيابها تماما ، وهذه بعض الإشارات :
الامارات تتقدم بالترتيب العالمى في تصدير الصمغ العربي ويقال انها تصدر باسمها ماننتجه نحن فى بلادنا لكننا نصدره لها خام ولا نفعل فيه القليل الذى يجعله قابلا للتسويق العالمى.
مصر مثلا تستورد منا العديد من المواد الخام كالبقر والابل حية كما تستورد منا السمسم والتبلدى وغيرها وهذه كلها تذهب إليها كمواد خام ثم تصنعها وتعيد تصديرها باسمها إلى العالم ويدر عليها هذا العمل عوائد ضخمة كان يمكننا جلبها لبلدنا والنهوض بها.
بلادنا تنتج كميات كبيرة من الذهب بل هناك من يقول اننا فى قائمة كبار المنتجين عالميا لكن هل انعكس ذلك إيجابا على اقتصادنا الوطنى ، بكل اسف لا مردود واضح من إنتاج الذهب وإنما كثر الحديث عن تهريب هذا المعدن النفيس إلى الخارج وعملت على هذا الأمر شركات محلية
واجنبية ودول ، ويتم التهريب ، وتفقد الخزينة العامة موارد ضخمة كانت ستحدث فرقا كبيرا لو انها مضت فى الطريق السليم.
يؤسفنا ان نقول ان عجز الحكومات وضعفها اوغيابها تماما كما هو الآن، وبسبب الجشع عند البعض وغياب الضمير والاخلاق وانعدام الوطنية تفقد بلادنا العديد من الموارد الضخمة ، وعلى الجميع التصدى لإيقاف هذا العبث والسرقة المنظمة لخيرات البلد.
سليمان منصور