خيبة واشنطون تتجدد فى كولومبيا
تتجدد الخيبات الأمريكية عاما بعد آخر فى العديد من المواقع المختلفة فى العالم ، ويظل الطابع العام النفور من السياسة الأمريكية ومعارضتها والوقوف بوجهها ، رفضا للصلف الذى تقابل به واشنطون الآخرين ، ومحاولاتها المستمرة إجبار الغير على الرضوخ لارادتها ، والسير فى ركابها.
تجددت الخيبة الامريكية هذه المرة من قرب ، إذ وجه الشعب الكولومبي صفعة مدوية لواشنطون ، أصابت غطرستها فى الصميم ، وذلك بفوز المرشح اليسارى غوستافو بيترو بالرئاسة ، وهى المرة الأولى التى يتولى فيها رئيس يساري السلطة فى تاريخ كولومبيا.
فوز غوستافو بيترو فى الانتخابات الرئاسية يعنى ان الشعب اختار البرنامج المناهض لامريكا وسياستها الرامية إلى زعزعة الاستقرار فى أمريكا اللاتينية ، وكان مرشح تحالف اليسار غوستافو بيترو قد أعلن فى برنامجه الانتخابى انه سيعيد العلاقات مع فنزويلا المقطوعة منذ عام 2019 ، مما يعتبر وقوفا صريحا بوجه أمريكا ، واختيار الشعب لهذا المرشح يعتى تأييد برنامجه ، مما يعنى بوضوح هزيمة أمريكا فى محيطها القريب ، وخسارتها فى محيطها وحديقتها الخلفية.
وهذه بعض المحطات فى مسيرة الرئيس غوستافو بيترو :
فى مسيرته العملية والعلمية حاز غوستافو بيترو جوائز عدّة منها: وسام لويس كارلوس غالان الذي تمنحه لجان الأخلاقيات بالكونغرس لمكافحته للفساد ، وجائزة أمين المظالم عن عمله في مجال رعاية الحيوان ، وجائزة الريادة العالمية في مجال المناخ ، وحصل على لقب أستاذ فخري في الجماعة الوطنية “لانوس” لدفاعه عن حقوق الإنسان والسلام ، وفي عام 2014 تم تكريمه باعتباره سادس أفضل عمدة في العالم وذلك أثناء توليه منصب العمدة فى إحدى المدن ببلاده .
وشغل الرجل منصب عضو مجلس الشيوخ عن الجمهورية من عام 2006 إلى عام 2010، وفي تلك المرحلة كشف النقاب عن ما يسمى بالفضيحة شبه السياسية ، والتي أظهرت صلات بين السياسيين والجماعات شبه العسكرية ، وهو ما دفع إلى اختياره ليكون الشخصية السياسية لعام 2010.
وقد ترشّح فى رئاسيات 2018 عن الحركة الكبيرة – كولومبيا الإنسانية ، وحصل على أكثر من ثمانية ملايين صوت.
وأصبح عضواً في مجلس الشيوخ، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى دخوله هذا السباق الرئاسى.
وقد أحدث فوز بيترو زلزالا سياسيا مستفيدا من تعطش الكولومبيين الى التغيير فى بلد احتكر فيه المحافظون السلطة لعقود.
وغرّد بيترو بعد فوزه في الانتخابات قائلاً : اليوم هو يوم عيد للشعب. فلنحتفل بأول انتصار شعبي.
وخاض غوستافو بيترو الانتخابات مع مرشحته لنيابة الرئاسة فرانسيا ماركيز، وهي ناشطة من أجل حقوق النساء ومناهضة للعنصرية فرضت نفسها كإحدى الظواهر الطاغية في هذه الانتخابات.
إن الانتخابات الرئاسية فى كولومبيا شكلت هزيمة لامريكا فى سلسلة الهزائم المتلاحقة التى ظلت تتلقاها.
سليمان منصور