خطر اليمين المتطرف على امن اوروبا
المتابع للشان الاوروبي يلحظ بوضوح مدى القلق الذى بات يسيطر على كثير من الاوروبيين ، وخاصة مراكز الدراسات والمؤسسات والهيئات المختصة ، وذلك بسبب تنامى روح التطرف والنزعة اليمينية التى بات بعض الاوروبيين يتبنونها ، وظهرت بجلاء فى نتائج الانتخابات التشريعية ببعض البلدان ، والتى أظهرت صعودا كبيرا وتناميا مطردا لقوى اليمين المتطرف في عدد من البلدان.
عاش الاوروبيون ردحا من الزمن يعمهم التسامح إلى حد ما ، ولم تبرز بينهم النزعة اليمينية كما هى الان ، حيث علت رايات الدعوة للقومية والحرب على كل ما سواها ، فراينا اعتداءات على المهاجرين ، وارتفعت الأصوات تنادى بطردهم ، وزادت الشعبوية ، وشعر الناس بالخوف فى أوروبا جراء تنامى حالة العداء للآخر ، فى وضع غريب الى حد ما لمن نشأوا فى أجواء مختلفة واوضاع مغايرة ، خاصة وان المهاجرين الذين اندمجوا فى هذه الشعوب وولدت أجيال فى أوروبا ينحدرون بالطبع من أصول غير أوروبية لكنهم اوروييون ولدوا وشبوا فى أوروبا وقد ازعجتهم الدعوة المتطرفة لابعاد الذين ينحدرون من أصل غير اوروبى ، وهم يرون أنفسهم اوربيين ، ولايعرفون انتماء غير هذا ، وحق لهم ، فليس لاحد الحق فى ان يزايد عليهم ، وعلى اوروبيتهم التى لم يستجدوها من أحد.
هذا العداء للآخر شكل تهديدا لأوروبا فى تعايشها المشترك وسلمها الاهلى ، ومما اخاف المراقبين على مستقبل أوروبا واعتبروه خطرا عليها صعود تيارات يمينية متطرفة فى الانتخابات التشريعية فى عدد من البلدان الأوروبية
ومن بين اهم الدول الاوربية التي شهدت صعود هذه القوى:
– ايطاليا : ( تحالف الأحزاب اليمينية ) فقد حصل على 44.2% من أصوات الناخبين
– السويد: ( كتلة اليمين المتطرف ) تمتلك 51%، من مجموع اصوات الناخبين
– المجر: ( حزب فيدز اليمني ) الذي نجح في الوصول الى السلطة بعدما تمكن من الحصول على 59%، من اصوات الناخبين
– بولندا: ( حزب القانون والعدالة )، الذي يمتلك 51%، من اجمالي عدد المقاعد النيابية.
هذا اضافة إلى فرنسا التى فقد فيها تحالف يسار الوسط الداعم للرئيس ماكرون فقد اغلبيته فى البرلمان لصالح تحالف الأحزاب اليمينية المتطرفة بزعامة جان مارى لوبان.
وتلتقى هذه القوى المتطرفة على مجموعة من المبادئ:
– التركيز على النزعة القومية.
– محاربة موجات الهجرة البشرية.
– محاربة الاندماج المجتمعي مع المهاجرين.
– معاداة الاجانب وذوي الاصول الغير اوروبية.
هذا الأمر يشكل خطرا كبيرا على القارة الأوروبية بلا شك وما لم يتدارك الاوروبيون الموقف فسوف يندمون.
سليمان منصور