خطاب الردع الإستراتيجي
كان خطاب امين عام حزب الله امس أخطر خطاب لما حواه وما سيترتب عليه ، وهو بمثابة رسم قواعد اشباك جديدة يطلقها الحزب من موقع القوة والاقتدار ويجبر العدو وحلفاؤه بما فيهم أمريكا على الرضوخ لها مرغمة
وقد مهد حزب الله لهذا الخطاب بالتسجيل الذي تم الكشف عنه قبل يوم وعرض فيه الحزب تصويره لمناطق حساسة جدا ومهمة داخل كيان العدو ليفهم الجميع وأولهم العدو ان بنك أهداف هامة جدا بوسع المقاومة استهدافها في اى لحظة مع التأكيد على ان ماتم الكشف عنه يمثل جزءا من كل.
وخرج امين عام حزب الله ليقول وبوضوح اذا ما فرض خيار الحرب عل. لبنان فان على العدو ان ينتظر المقاومة برا وبحرا وجوا ، وهذا حديث عن القدرات البحرية للمقاومة كما هدد السيد العدو ان ينتظر ما لم يتصوره في البحر المتوسط وهذا يعنى ان الامر كبير جدا وان إغلاق البحر الأبيض المتوسط امام إسرائيل يعني خنقها تماما بعد أن أغلق اليمنيون بوجهها البحرين الأحمر والعربي .ويعتبر الحديث لأول مرة عن قدرات جوية للمقاومة ليس فقط مرعبا للعدو وإنما يضع العدو وداعميه جميعا امام تحد كبير يجعلهم يفكرون الف مرة في مواجهة حزب الله بشكل أكبر.
وتحدث السيد حسن نصر الله عن تطوير المقاومة لقدراتها وانهم يمتلكون اعدادا كبيرة من المسيرات التي يصنعوها في لبنان والصواريخ التي يصنعون بعضها وقال السيد ان سلاحا جديدا وصلهم ، وأوضح إن العدو شن ما أسماها الحرب بين الحروب وهي الضربات المستمرة لسوريا منعا لوصول السلاح الى لبنان ليقول ان هذه الحرب فشلت بشكل كامل وان كل ما يفترض أن يصل إلى المقاومة من سلاح قد وصل.
وشكر السيد الذين عرضوا على الحزب إمداده بعناصر بشرية حال تعرضه لاى خطر حقيقي وحوجته الى مقاتلين ، وقال السيد ان جزء من مشكلة المقاومة ان العناصر الجاهزة المدربة المنظمة من عضوية الحزب الراغبة في خوض الحرب أكثر بكثير من الحوجة الفعلية ، وقال ان الأخوة راغبون في الاشتراك في الحرب الحالية ولهم دافعية قوية ورغبة أكيدة في الفوز بالمشاركة في الحرب ، وكشف الامين العام لحزب الله أن مقاتلي حزبه جاهزين للمشاركة في اي حرب كبرى تفرض عليهم موضحا ان المقاومة في لبنان لاتحتاج إلى إسناد بشري من الخارج حتى في حال نشوب حرب كبرى ،. وهذا الكلام يعني ان حزب الله اكبر كثيرا جدا مما يتصور العدو وداعموه.
وأعلن السيد نصر الله أن ما تم عرضه من صور ومواقع إسرائيلية جاء بها الهدهد هو جزء يسير جدا من معلومات ضخمة كبيرة تمتلكها المقاومة.
ولايمكن المرور على هذا الخطاب الهام والاستراتيجي دون التوقف مع إشارة السيد إلى قبرص وتحذيرها بعد أن كشف ان معلومات واضحة وضعت امام الرئيس القبرصي عند زيارته لبنان تحذر من التورط في تقديم تسهيلات لإسرائيل حال عدوانها علي البلد لكن الضيف القبرصي نفي تماما ما قيل له وانكر ذلك وتملص منه وقال السيد مع ان المعلومات مؤكدة وبعضها ليس سرا والعدو قد كشف عنها لكن انكرت قبرص ، وتوجه السيد بحديثه الى الحكومة القبرصية قائلا ان العدو يعرف ان المقاومة اللبنانية سوف تستهدف المطارات والموانئ الإسرائيلية حال شن هجوم شامل على لبنان لذا يفكر في استخدام مطارات وموانئ قبرص ، ويقول السيد على قبرص ان تعرف جيدا ان اى عمل من هذا النوع يعنى انها أصبحت جزء من العدوان وسنتعاطي معها المقاومة على أنها جزء من الحرب على لبنان ، والمعروف ان قبرص تمثل قاعدة عسكرية واستخبارية وامنية كبيرة لحلف الأطلسي الذي قد يفكر في استخدامها للمشاركة بالهجوم على لبنان ، وجاء حديث السيد حسن نصر الله ليقول لقبرص ان اى خطوة منكم في هذا الاتجاه تعني انكم جزء من المعركة ،وهذا التهديد الصريح والقوي لايمكن أن يصدر الا عن من يعرف قدراته جيدا ويعلم ماذا يعني قوله وما الذي يترتب عليه.
وبمجرد انتهاء الأمين العام لحزب الله من كلامه تواردت الأنباء من كيان العدو لتقول اولى التعليقات ان هذا الخطاب يعتبر أخطر خطاب لأمين عام حزب الله على الإطلاق ، وكيف لايكون هذا الخطاب كذلك وهو قد هدد العدو وداعميه بأن عليهم أن ينتظروا حربا بلا ضوابط ولا قواعد ولاسقوفات، ويمكننا القول وبكل تأكيد ان هذا الخطاب يمثل خطاب ردع استراتيجي غير مسبوق وحتما سوف تترتب عليه مواقف تختلف عن ما سبقه.
سليمان منصور