قال رئيس وزراء قطر السابق، حمد بن جاسم، إن سعر برميل النفط كان ينبغي أن يصل إلى 250 دولارا، في ظل التضخم الاقتصادي الحالي.
ابن جاسم الذي كان يشغل أيضا منصب وزير الخارجية لسنوات طويلة، قال إن “البعض يصرخون ويشتكون من ارتفاع أسعار الطاقة، ويلقون باللوم على هذا وذاك. ودولنا المنتجة لديها حجج دامغة وكثيرة تستطيع أن ترد بها على من يتهمونها”.
وتابع: “فأولئك الذين يصرخون يتناسون الضرائب الكبيرة التي يفرضونها على مشتقات الطاقة في بلدانهم، ولا يتكلمون حتى عن خفضها أو رفعها بالكامل عن مواطنيهم. وهم يتناسون ما أصاب الدول المنتجة من نكبات ومشاكل اقتصادية بسبب انهيار أسعار الطاقة”.
وأردف: “وعندما تشتكي الدول المنتجة يقولون إن هذه دورة اقتصاديات السوق ونحن لا نتدخل في حركتها! ولو عدنا بالذاكرة لحقبة الستينيات من القرن الماضي وأخذنا في الحسبان نسبة 2% فقط من التضخم في السنة لوجدنا أنه كان ينبغي أن يبلغ سعر برميل النفط الآن أكثر من 250 دولارا”.
وأضاف ابن جاسم: “ولو عدنا بالذاكرة للعقود الثلاثة الفائتة، لوجدنا أن أسعار أغلب السلع في العالم تضاعفت عدة مرات. فالذهب على سبيل المثال كان سعر الأونصة منه 250 دولارا، وهو اليوم يقارب الـ 2000 دولار، أي تضاعف السعر 8 مرات، فهل ينتقدون الدول المنتجة للذهب أو الفضة مثلاً؟!”.
وتابع منتقدا إعلام الدول المصدرة للنفط بطريقة تغطيته للأحداث: “على العموم أستطيع أن أضرب كثيرا من الأمثلة، لأن الموضوع يحتاج إلى توضيح وجهة نظرنا فحكوماتنا عليها التزامات تتحمل مسؤوليتها أمام شعوبها، ولكن حتى الآن لم يستطع إعلامنا الإقليمي والدولي على حد سواء أن يعرض مواقفنا ويوضح دفاعا عنها.. أننا لم نكن سبب المشكلة التي يصرخون منها سواء في الماضي أو في الحاضر، وأن كل التفاهمات السابقة معهم في مجال الطاقة لم تعد على الدول المنتجة بأي فائدة”.
وبحسب ابن جاسم فإنه “مع اعتراضي على حرب روسيا على أوكرانيا، فمن الملاحظ أن إعلامنا مشغول بأدق تفاصيل حرب أوكرانيا وكأنه ينبغي لكل عربي أن يعرف اسم كل قرية هناك، أو أن يستمع لما يقوله أصغر مسؤول في الناتو أو أي من مساعدي الرئيس زيلينسكي”.
يشار إلى أن سعر النفط يتراوح هذه الفترة ما بين 85 و93 دولارا للبرميل الواحد.
المصدر: عربي21