أخبار السودان:
اطلعت على بيان بصفحة تجمع المهنيين (الشيوعي) بتوقيع عدة كيانات من بينها تجمع أسر الشهداء وتجمع مصابي ثورة ديسمبر، البيان دعا إلى التجمع في ساحة اعتصام القيادة العامة في ليلة ٢٩ رمضان التي توافق ليلة فض الاعتصام، من أجل إحياء ذكراها و استكمال أهداف الثورة والقصاص للشهداء. الملاحظ أن تجمع المهنيين الشيوعي نشر البيان في صفحته الا انه لم يوقع على البيان. وغالبا يريد أن يرى ( المطرة صابه وين ) ليحدد بعدها موقفه من الحراك.
البيان جاء في توقيت حساس إذ أطلق مدير جهاز الامن الهارب محمد عطا تحذيرات شديدة اللهجة للحكومة الانتقالية وأكد في حديثه حدوث انقلاب قريب. قد يكون محمد عطا تحت تأثير الغضب من الأدلة والبينات التي تلتها لجنة إزالة التمكين قبل يومين في مؤتمرها الصحفي وهي تكشف استيلاء محمد عطا على عدد كبير من قطع الأراضي الواسعة جدا والتي تقدر الواحده فيهن بالاف الأمتار، ولكن هذا لا يجب أن يكون موقف جهاز الامن، بل على الجهاز الحالي أخذ تصريح محمد عطا بجدية والعمل على كشف كل ما يحيط به والوصول إلى نتيجة حوله، هل هو تهديد أجوف فارغ ام هو تهديد حقيقي يجب أن يحسب له الجميع الف حساب.
بيان ٢٩ رمضان لم يعلن بوضوح ما هو الهدف النهائي للحراك، هل هو إسقاط حكومة حمدوك ام دعم حكومة حمدوك مع ضغطها لتنفيذ أهداف وبرامج الثورة؟ وربما لم يرد الحراك ان يدخل في حرب باكرة مع مناصري حمدوك وأنصار ( شكرا حمدوك) لذلك ترك الباب مواربا ليحتمل البيان الحالين، فيرى فيه من يريد إسقاط حمدوك نفسه ويرى فيه من لا يريد إسقاط حمدوك نفسه كذلك. وهي حيلة ذكية ولكنها قد لا تجذب الكثيرين.
مؤلم جدا ان أسر الشهداء وتجمع مصابي ثورة ديسمبر مازالوا حانقين وغاضبين بعد مرور أكثر من سنتين من تكوين الحكومة الانتقالية، ومازالوا يدعون إلى القصاص ممن قتل اولادهم وأصاب اجسادهم، فهؤلاء قدموا للثورة وما استبقوا شيئا، ومع ذلك هاهم خارج مؤسسات الحكم الانتقالي، وحتى المجلس التشريعي يجدون فيه تعنت ومؤامرات تستهدف تقليل حصتهم، لذلك لو كان هناك شخص صادق في الثورية ويستحق أن يقف معه الناس فهو ام الشهيد واب الشهيد، عليه ندعم هذا الحراك وحقه في التجمع في ساحة القيادة العامة لإعادة ذكرى المذبحة وجعل نارها حية حتى القصاص، مع إيماننا بأن بعض الأحزاب المعارضة سوف تحاول الركوب فوق ظهر هذا الحراك من أجل إسقاط حكومة حمدوك وهو ما قد يجعل الحراك مجرد حراك سياسي لخدمة أجندة أحزاب سياسية، فلينتبه منظموا الحراك لهذا.