جدل حول اشتراك العدو بالاولمبياد
مع انطلاقة أولمبياد باريس عادت بقوة التفاعلات مع موضوع اشتراك إسرائيل في هذا المحفل الدولى الكبير ، وتباينت الرؤى والمواقف حول الموضوع مابين مؤيد ومعارض وصامت غير مبال بالأمر ، وان كان موقف الرافضين لاشتراك إسرائيل قويا وحجتهم دامغة وصوتهم الاقوي فان اصرار المنظمين للبطولة – اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولى لكرة القدم والاتحادات ذات الصلة وموقف فرنسا الرسمية – جعلت اشتراك العدو الصهيوني امرا واقعا ومع ذلك لم يخل الأمر من توترات عاشتها الساحة حاولت فرنسا ان تخفيها لكن التواجد الأمني الكثيف جدا حول البعثة الإسرائيلية والحراسة المشددة لها والإجراءات الاستثنائية التي تشهدها القرية الاولمبية تكشف عن مدي الرعب الذي يعيشه الصهاينة ومنظمو البطولة على السواء وان صوت فلسطين يبقي هو الاقوي وان تامر الاستكبار على خنقه واسكاته.
وكان وزيرا الداخلية والخارجية الفرنسيان قد أعلنا كل على حده أن فرنسا ستوفر حماية للرياضيين الإسرائيليين على مدى 24 ساعة خلال دورة الألعاب الأولمبية وذلك بعد دعوات لاحتجاجات على مشاركتهم
من جهة أخري شنت مجموعة يهودية فرنسية كبرى حملة ضد النائب اليساري الفرنسي توما بورت أثارت جدلا في البلاد لقوله إن الرياضيين الإسرائيليين غير مُرحب بهم في أولمبياد باريس بسبب العدوان المستمر على الفلسطينيين ودماء الأبرياء في غزة.
وكان النائب الفرنسي إيميريك كارون، قد طالب اللجنة الأولمبية الدولية بمنع إسرائيل -أسوة بروسيا- من المشاركة في أولمبياد باريس الصيفية 2024 بسبب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة منذ أكثر من 3 أشهر.
وقال النائب الفرنسي إيميريك كارون في منشور على منصة اكس “أنا كعضو في البرلمان عن باريس، المدينة التي تستضيف الألعاب الأولمبية المقبلة، أطلب من اللجنة الأولمبية الدولية فرض عقوبات على إسرائيل كما فعلت مع روسيا، بسبب جرائم الحرب على نطاق غير مسبوق التي ارتكبها جيشها في غزة طوال الأشهر الماضية
وأضاف كارون في تصريحات له قبل أشهر من بداية الألعاب الأولمبية التي افتتحت امس الجمعة إن المعايير المزدوجة ستكون غير مفهومة. ويجب على الدبلوماسية الفرنسية الضغط على اللجنة الأولمبية الدولية حتى لا يُسمح برفع العلم والنشيد الوطني الإسرائيلي خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس”، المقررة في الفترة بين 26 يوليو إلى 11 أغسطس المقبلين.
يذكر أن كارون أعلن دعمه للدعوى التي أقامتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي وكتب منشورا على منصة “إكس” قائلا، “تبدأ محكمة العدل الدولية اليوم النظر في شكوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل المتهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية”.
وأضاف، “وحتى لو كان الأمر لا يطاق وكان من الأسهل أن ننظر بعيدا، يجب علينا أن ننظر إلى هذه الصور المتزايدة القادمة من غزة للفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي عمدا ضد الأطفال والنساء والأبرياء. إنها إبادة جماعية. ربما أسوأ حدث حربي في هذا القرن”.
وفي 9 يناير كتب، “أما حقيقة أنني نبهتكم في الأسابيع الأخيرة بشكل رئيسي إلى المجازر في غزة، فهذا لا يأتي من الهوس، بل من الإنسانية الأكثر وضوحا وإن جرائم الحرب المستمرة في غزة، بطبيعتها، وحجمها، وبسبب اللامبالاة التي تثيرها بين الدبلوماسيين الغربيين، تشكل واحدة من أكثر الأحداث المروعة في تاريخنا الحديث، والتي ستظل بصمتنا إلى الأبد”.
سليمان منصور