تطلعات اللاجئين السودانيين في شرق تشاد للسلام والعودة
وسط الصحراء القاحلة في شرق تشاد، حيث تشكل الخيام المؤقتة منازل مؤقتة لآلاف اللاجئين السودانيين، كان هناك شعور بالحنين والأمل يمتزج بالألم والفقدان، وذلك خلال احتفالات عيد الأضحى المبارك الأخيرة.
في صباح يوم العيد في معسكر بادري، الذي يبعد عن الحدود السودانية قرابة 40 كيلومترًا، تجمعت الأسر السودانية لأداء صلاة العيد في ساحة مفتوحة، محاطة بأصوات التكبير والتهليل التي تردد صداها في أرجاء المخيم. وبينما انخرطوا في الدعاء، عبر اللاجئون عن تطلعاتهم العميقة لإنهاء الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار في جميع أنحاء السودان، ليتمكنوا من العودة إلى ديارهم واستعادة حياتهم الطبيعية التي أُجبروا على تركها خلفهم.
في تصريحات حصرية لوكالة الأنباء السودانية “سونا”، بعد أداء صلاة العيد، توجه اللاجئون بالدعاء إلى الله تعالى بأن يعم الأمن والسلام في البلاد، وأن ينعم السودانيون بالوئام والطمأنينة، راجين أن يعودوا إلى وطنهم ليعيشوا جنبًا إلى جنب مع جيرانهم وأصدقائهم في سودان متماسك خالٍ من الصراعات.
قال إبراهيم أحمد، أحد اللاجئين من منطقة دارفور، والذي يقيم في المعسكر منذ أكثر من عام: “العيد هنا لا يشبه العيد في السودان. نفتقد الأجواء العائلية والاحتفالات التقليدية. الحرب فرقتنا عن أحبائنا وأصدقائنا، ونأمل أن يجمعنا السلام مرة أخرى في أرضنا.”
وأعربت أمينة عبدالله، أم لخمسة أطفال، عن شعورها بالحزن والقلق، قائلة: “كان العيد دائمًا وقتًا للسعادة والتواصل مع العائلة، لكن هنا، في المعسكر، يشعر أطفالي بالغربة والحرمان. أحلم باليوم الذي نعود فيه إلى دارنا ونحتفل بالعيد معًا في أمان.”
تحولت حياة هؤلاء اللاجئين إلى كفاح يومي من أجل البقاء في ظل ظروف صعبة ومعاناة مستمرة. فالمخيمات، التي تفتقر إلى الموارد الأساسية مثل الماء والكهرباء والخدمات الصحية الكافية، ليست أكثر من ملاذ مؤقت لهم. يواجه اللاجئون صعوبة في تلبية احتياجاتهم اليومية، ويعيشون في حالة من القلق المستمر بشأن مستقبلهم.
وفي خطوة تعكس التضامن والمشاركة، وجه اللاجئون تهانيهم إلى الأمة السودانية بمناسبة عيد الأضحى، معبرين عن أملهم في أن تنعم البلاد بالسلام والطمأنينة. وأضافوا: “نأمل أن تعود العلاقات المتينة بين الأسر والأصدقاء والأهل كما كانت، وأن يجد كل سوداني مكانه في وطنه بسلام وأمان.”
كما نوه اللاجئون إلى أهمية التضامن الدولي والدعم الإنساني لتحسين أوضاعهم المؤقتة في المخيمات، موجهين نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي للوقوف بجانبهم وتقديم المساعدة اللازمة.
وفي الختام، يبقى اللاجئون السودانيون في شرق تشاد مثالًا حيًا على الصمود والإصرار في مواجهة المحن، متشبثين بالأمل في العودة إلى وطنهم الذي مزقته الحرب، بانتظار يوم يصبح فيه السودان من جديد وطنًا آمناً لكل أبنائه.
المصدر: وکالة السودان للأنباء
الکلمات المفتاحية: