تسعة طويلة.. عودة الرعب والفوضى
إن اختل الامن فى مجتمع فاقم عليه ماتما وعويلا ، كيف لا والامن ركيزة التنمية والاستقرار ، ومن دونه لايمكن ابدا اتخاذ اي خطوة باي شكل في مشاريع البناء والتنمية والاستقرار والانطلاق الي ما هو أهم مرحلة بعد مرحلة ، فانفراط عقد الأمن وظهور العصابات ومرتكبي الجريمة المنظمة تقعد بالامم والشعوب وتمنعها من السير في ما اختطته لنفسها من برامج ومسارات.
والمعروف ان الدول هي التي تضطلع بحفظ الأمن وحماية الناس من اي خطر يتهددهم ، وعليه فمطاردة المجرمين والحسم فى التعامل معهم وردعهم بصورة تمنعهم من إعادة ارتكاب جرائمهم كل هذه من مهام الدول وغير مطلوب من الإنسان أن يحمي نفسه بنفسه ، وان اضطر الناس الي هذا الحل الشائه فإنهم حتما سيدفعون ثمنا باهظا لهذا الأمر.
ونعيش فى السودان جزءا من هذا المشكل إذ يصعب علينا أن نتغلب علي هذه العصابات المنظمة التي أصبحت تجوب البلاد طولا وعرضا ننشر الرعب وتفتك بالابرياء في ظل غياب تام للمسؤولين والجهات الامنية الخاصة وما ترتب على ذلك من خوف عم الناس ورعب سيطر عليهم.
ومنذ مدة وبلادنا تعاني من انتشار لعصابات النهب المسلح التي اصطلح الناس على تسميتها بتسعة طويلة
، وهي تمارس الظلم والسرقة والنهب وصولا إلي القتل احيانا ، وقد شهدت البلد نشاط هذه العصابات وانتشارها حتي خيل للناس ان جهات منظمة تقف خلف هذا العمل ، إذ لا يمكن أن تعم البلد هذه الظاهرة عفوا او من دون تخطيط ، فمن ياتري وراء هذا العمل الاجرامي المنظم.
كثيرون اعتبروا ان النظام السابق يقف خلف هذا الأمر ، وهي فرضية لم تفلح الشواهد التي تم ايرادها لدعمها ، لم تفلح فى اثبات هذه الفرضية ، وان كان الكيزان أسوأ من هذا التصور واكثر.
البعض يري ان العسكر هم من يقف خلف هذه الظاهرة ، وأنهم يريدون اخافة الناس من الدعوة لابعاد العسكر من المسرح السياسى ، وهم يسلطون هذه العصابات او على الاقل يغضون
الطرف عنها ويتركونها تخيف الناس حتي يقولوا ان العسكر خير لنا وامننا منوط ببقائهم وهذا التحليل يقول به كثيرون ويرون انه لا يخلو من منطق ما.
نتمنى أن تلتفت الدولة الي مهمتها فى حماية شعبها وتوفير الأمن المطلوب ومحاربة هذه العصابات ليعيش الناس فى امن وأمان ان شاء اللسليمان منصور ه