تزامناً مع حلول شهر رمضان الكريم وفي ظل الانتشار الواسع لـ” المأكولات” والبضائع المعروضة في أسواق الخرطوم، برزت التجارة في أغذية فاسدة تسببت في عدد من حالات التسمم وأودت بحياة مستهلكين.
في سوق أم درمان يفترش أحد الباعة الجائلون فاكهة منها “الزبيب” بمختلف ألوانه أصفر، أسود، بني، فوق “درداقة” يلتف حوله زوار السوق للشراء.
قدم من على البعد أحد المستهلكين متسائلاً عن السعر فوجده مناسباً، حيث يباع الكيلو بـ 2000 جنيه ” ألفي جنيه” قام بفحص الفاكهة بيده متلمساً جودتها فاكتشف وجود تسوس في الثلاث أنواع من الزبيب تراجع عن الشراء وأخبر من معه أن جز منه منتهي الصلاحية وطلب منهم تفحص المنتج قبل شرائه، فنشب شجار وسب بينه والبائع الذي كاد أن يعتدي عليه بالضرب.
ذلك المستهلك وهو رجل في منتصف العمر، اتضح بعدها أنه ضابط صحة يعمل في محلية بالخرطوم، وعد بنظافة السوق من كل المتلاعبين بصحة المواطنين والتسبب في التسمم الغذائي.
كشف ضابط الصحة الذي فضَّل حجب اسمه، عن ارتفاع حصيلة وفيات التسمم بالمنتجات منتهية الصلاحية، وقال لـ(الصيحة) ليست كل الباعة الجائلين بلا ضمير، لكن القليل منهم يجهل خطورة السلع التي يتاجر فيها ويسعى لكسب المال السريع من خلال خداعة المستهلك وعرضه بضاعة سيئة التخزين، وأشار إلى وجود محلات تجارية تبيع معلبات وزبيب مجفف وغيره من السلع انقضى تاريخ صلاحيتها، مناشداً بأهمية الانتباهة وقراءة تاريخ إنتاج السلع قبل الشراء مع ضرورة تفقد السلع الزراعية المكشوفة والتأكد من سلامتها قبل شرائها خاصة “الجوافة التي تسكنها دودة قاتلة والزبيب المسوِّس” وهذه يكثر شرائها في رمضان.
خبيرة التغذية د. اعتماد الطاهر، قالت لـ(الصيحة): تتسبب التجارة المغشوشة في حدوث التسمم الغذائي نتيجة تناول أطعمة ملوَّثة بالبكتيريا أو الفيروسات مما يؤدي إلى التهاب في المعدة والأمعاء تنتج عنه تقلصات في المعدة والقيء والإسهال ثم الموت في بعض الحالات.
وأشارت إلى أن عدم تبريد أو تجميد الأطعمة والفاكهة في درجة حرارة مناسبة يصيبها بالمرض الذي ينتقل للإنسان وفقاً لحجم التداول والتناول، وأضافت ما يعرض اليوم في الأسواق تحت أشعة الشمس من فراولة وعنب وغيرهما أمراً يدعي للحيرة والقلق ويحتاج وقفة وتنظيم وخلق بيئة مناسبة للتسوُّق.
المصدر: الصيحة