تآكل هيبة أمريكا يقلق الصهاينة
جاء الرئيس جو بايدن إلى فلسطين المحتلة وهو يظن ان بإمكانه انقاذ العدو الصهيوني من حالة الارتباك والتخبط التى يعيشها سواء بسبب النجاحات المضطردة لمحور المقاومة او التفكك والتشرذم الداخلى والاضطراب السياسى الذى يعيشه الكيان الغاصب.
الرئيس بايدن وبمجرد ان وطات اقدامه ارض فلسطين المحتلة حاول أن يبث الطمانينة فى نفوس الصهاينة سواء الحكومة او قطعان المستوطنين وقال من أرض المطار لحظة وصوله :
امن اسرائيل يأتى فى المقام الأول ضمن اولوياتنا ، وليس بالضرورة ان تكون يهوديا لتصبح صهيونيا ، واعلن عن تمتين الحلف الأمريكى الاسرائيلى لنسهم جميعنا فى حماية إسرائيل ومنع اى خطر يتهددها.
أعلاه ملخص ما قاله الرئيس جو بايدن لمستضيفيه الصهاينة إبان زيارته الحالية .
ومع وصول بايدن إلى فلسطين كانت هناك كلمة حاسمة وقاطعة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وضع فيها اليد على الزناد وقال للعدو ومن خلفه أمريكا وكل من يسير فى ركابها قال لهم ما لم يقله لهم اى احد بعده واربكت كلماته خططهم واسهمت بشكل كبير فى إفراغ الزيارة من مضامينها وليس فقط لم تطمئن اسرائيل وإنما ازداد قلقها وهى ترى زعيم حزب الله يتعمد توجيه التهديد عالى النبرة لها فى وجود الضيف الذى يفترض ان يوفر الحماية.
ونحن نعرف ان بايدن يأتى للشرق الأوسط وهو مثخن بالمشاكل والهزائم ، فهو جاء يرغب فى انقاذ نفسه ، وقد رأى الجميع كيف ان الرئيس العجوز يتهاوى ، وامريكا نفسها فى لحظات حرجة وهى تنتظر ازمة اقتصادية وسياسية واجتماعية ان لم تكن قد بدأت بالفعل .
وبالتزامن مع وصول الرئيس جو بايدن للمنطقة يتم الإعلان عن قمة هامة فى طهران تجمع الى جانب الرئيس ابراهيم رئيسى كل من الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان ، وهذا يعنى ان ايران مضت بعيدا فى تحالفها مع روسيا ، وهى التى تخوض حربا ضد أمريكا وأوروبا وتمثلهم فيها أوكرانيا ، ويبحث التركى عن مصالحه فى ظل قرب افول السيطرة الأمريكية المطلقة والعجز التام للقارة العجوز عن أن تدرك نفسها ناهيك عن تقديمها العون للاخرين ، وفى هذه الأجواء المعقدة نرى الايرانى ماضيا فى طريقه مصرا على خياراته رافضا بشكل مطلق ادخال ملفه الصاروخى وبرامجه التسليحية والبحث فى ملفات المنطقة ، كل هذه القضايا يرفض الايرانى بشكل قاطع مجرد القبول بنقاشها سواء من منصة المباحثات حول الاتفاق النووى او مفاوضات أخرى ، وهذا الموقف الايرانى القوى منظورا اليه الى جانب اقتراب اكمال انضمام ايران الى تحالف البريكس ، هذه الامور تجعل الرئيس بايدن محرج امام حلفائه الصهاينة وهو عاجز عن بعث الطمانيتة بصورة حقيقية فى نفوسهم من الخطر المحدق الذى يتهددهم من جانب ايران وحلفائها فى محور المقاومة رغم الضجبج الفارغ الذى تطلقه البالونات الفارغة سواء إسرائيل والتها الإعلامية الضخمة او بعض الموتورين فاقدى البوصلة ممن فكر وسعى لهزيمة ايران ولما اعجزهم ذلك ارادوا من امريكا والكيان الصهيونى تحقيق هدفهم وهم يعلمون ضعفهم وسوء تقديرهم.
إسرائيل ودعت الرئيس بايدن وهى تشعر بخيبة الأمل من تآكل هيبة أمريكا وعجزها وفشلها فى ردع من يشكلون تهديدا لها.
سليمان منصور