انتبهوا لما يراد لكم ايها العراقيون
الا ينتبه اهل العراق لحجم المؤامرة عليهم؟ الا يعرف العراقيون ان بلدهم مستهدف؟ الا يعى العراقيون ان جهودا هائلة تبذل إقليميا ودوليا لالهائهم عن الالتفات لمكانة بلدهم ، وإمكانياته الضخمة ، وموارده البشرية والمادية ، والتنوع الكبير فى البلد ، والذى يجعله مؤهلا ليصبح إحدى الدول كبيرة التاثير إقليميا وعالميا؟
العراق بلد ذاخر بكل سيل النهوض والريادة ، ولو فطن العراقيون لما ينتظر بلدهم من التقدم والازدهار حال توافقوا ومضوا معا نحو خدمة بلدهم وتجاوز اى اسباب للتوتر ، لو ان العراقيين مضوا على هذا الطريق لاصبحوا قوة كبيرة ومؤثرة ولما استطاع احد فى هذا العالم ان ينال منهم.
لانقول كل العراقيين – ولنكن اكثر دقة نقول اغلب العراقيين – غير مدركين للمصير السيئ الذى يمكن أن تقودهم له هذه الفوضى والتوترات التى يعيشها البلد ، لكن هذا العلم بمالات مايحدث لا يدفع البعض الى تغليب المصلحة العامة ، وتجنب السوء الذى ستقود اليه هذه الفتنة العمياء.
جدير بالذكر ان العراق ظل مضطربا ولم يشهد استقرارا منذ اكتوبر العام الماضى حيث خرجت التظاهرات واشتعلت ماعرفت محليا بثورة تشرين ، التى طالبت بضرورة إسقاط حكومة عادل عبد المهدى ، وهذا ما حدث فى النهاية ، حيث استقال السيد عادل عبد المهدى استجابة لمناشدة المرجعية الدينية التى ارادت ان توقف تدهور الأوضاع الامنية والسياسية فى البلد ، وجرت الانتخابات التى تحدث كثير من العراقيين عن تزويرها والتلاعب فيها حتى يتم تقوية الجهات المنادية بابعاد العراق عن ايران ، وهى دعوة فى ظاهرها محلية لكنها فى الأساس غربية عربية صهيونية ، او لنقل على الاقل انها تخدم هذا المحور الذى لايريد للعراق خيرا قط ، وكيف لامريكا واسرائيل وحلفائهم العرب ان يعملوا لخير العراق؟
جاءت الانتخابات وافرزت نتائج لم يقبل بها الكثيرون لكن الامور مضت وسعى كثير من الوطنيين إلى معالجة الأوضاع بحيث يجنبوا البلد الفتنة والتشرذم ، لكن قوى أخرى محلية لم يعجبها السعى للوفاق والحل الذى يجنب البلد الفتنة فمضوا فى طريقهم يشيطنون كل من لايرى رؤيتهم ويدعون لطرد ايران من الساحة العراقية ويعتبرونها تحتل بلدهم ، وقد ارتفع فى اوساطهم الحس القومى ، وذهبوا علنا ينادون بانخراط العراق فى محيطه العربى ، ناسين او متناسين ان هؤلاء الحكام العرب وبالذات السعودية والأمارات هم من دعموا صدام حسين فى حربه العبثية الظالمة على ايران ، وبسببها عانى العراقيون ايما معاناة ، ومازالت اثارها السالبة منعكسة على حياتهم ، وبعد جناية صدام بحق الكويت استمر التآمر العربى الرسمى على الشعب العراقى ، ودعموا الاحتلال الأمريكى وكأنهم يعاقبون الشعب لاصدام ، ثم كانت الطامة الكبرى عند انفلات الوضع الامنى وارتفاع عدد الهجمات الارهابية على العراقيين فقد ارسلت السعودية التى يتودد لها بعض العراقيين اليوم ، ارسلت لهم خمسة الف انتحارى وحصدت السيارات المفخخة آلاف العراقيين ، وكل هذا بدعم وتمويل واسناد سعودى خصوصا وعربى بشكل عام ، ومع كل هذا يغض البعض الطرف عن اجرام أمريكا وإسرائيل وحلفائهما العرب بحقهم ، وينادون بطرد ايران من البلد وهى التى وفرت الدعم والاسناد فى الحرب ضد داعش بل اسهمت بشكل كبير جدا فى تحقيق العراقيين النصر على الإرهاب ، ووفرت ايران السلاح والخبراء ، واستشهد عدد من أبناء ايران على أرض العراق دفاعا عن العراقيين بكل مكوناتهم ، وعلى راس هؤلاء الشهداء القائد الجهادى الكبير الحاج قاسم سليمانى ، الذى لايمكن أن ينكر فضله الا مكابر جاحد.
نقول للعراقيين انتبهوا لما يراد بكم واعرفوا اعداءكم من أصدقائكم قبل أن يمضى الزمن ويصعب عليكم تدارك مافات.
سليمان منصور