المقدسيون يجسدون معادلة وحدة الساحات
الفدائيون الفلسطينيون يصدمون كيان العدو ويربكون حساباته بانتهاجهم شكلا جديدا من أشكال المقاومة عبر العمل الفردى الذى يخلق جبهة شعبية واسعة يصعب على العدو ان يواجهها ، ولا يستطيع التنبؤ بما يمكن أن يقدم عليه هؤلاء الشباب ، وقد ظهرت جليا هزيمة كيان الاحتلال على ايدى هؤلاء المقاومين الأبطال ، وذلك فى الصورة الكالحة التى غطت وجه نتنياهو ووزير أمنه الإرهابى المتطرف بن عامير ، والاحباط الذى سيطر عليهم وهم يزورون موقع العملية فى القدس وجنودهم وقطعان المستوطنين يملؤهم الفزع وهم يرون كبار قادتهم السياسيين والامنيين حائرون مرتبكون لايستطيعون دفع الضرر عنهم ، وهذا ما يؤكد ان الهزيمة النفسية قد حلت واقعا بالصهاينة المحتلين ، وما يحدث الان هو جزء من الهزيمة العسكرية والأمنية التى باتت معالمها واضحة.
إن ما وقع في منطقة سلوان يشكل صفعة جديدة لقوات الاحتلال حيث اصيب صهيونيان بجروح شديدة فى عملية فدائية جديدة رغم الاستنفار التام لقوات العدو المحتل ، وجاءت عملية سلوان – والتى نفذها فتى في مقتبل العمر – فى أعقاب عملية القدس البطولية الكبرى التى أسقطت سبع قتلى صهاينة وهزت كيان العدو كاملا. ولا شك ان هذه العمليات الفدائية الكبيرة اوضحت بشكل قاطع ان فلسطينى واحد يستطيع أن يقول للصهاينة عمليا لا سيادة لكم فى القدس ، ولا أمان لكم في ارضنا ، فأنتم وجود طارئ ، وليس بمقدور اى جهة ومهما بذلت من جهود ان تغير الواقع على الأرض ، فالفلسطينى يقاتل ويقاوم ويعمق المازق الوجودى الذى يعانى منه كيان العدو كاملا.
انظروا إلى إسرائيل وهى تحتاج لساعات طويلة ومئات الجند المدججين بالسلاح حتى تقتحم اى مخيم فلسطينى صغير ، ومع ذلك لا تحقق اهدافها التى ترنو لها ، وهى الهزيمة التى أشرنا إليها أعلاه. فهذه إسرائيل تقف مصدومة ، وتتعرض للهزيمة امام شاب فلسطينى واحد وبسلاحه الشخصى البسيط ، إذ قال كلمته رغم الاستنفار الامنى الكبير ، وأعلن للعالم أجمع إننا نحن أهل الأرض ، ونحن من يقرر فى هذا الموضوع ، وانه لا مؤتمرات التطبيع الخيانية ، ولا ضغوط الاستكبار الأمريكى الغربى ، ولا التخاذل العربى ، كلها لن توفر الامان لقطعان المستوطنين ومن خلفهم الالة العسكرية والأمنية الكبرى للعدو ومن يدعمه من الغربيين والعرب.
عملية القدس النوعية اوضحت بجلاء خطورة المصير الذى ينتظر الصهاينة وخسارة كل من يراهن على سياسة العنف والقسوة التى أعلنت الحكومة المتطرفة الحالية انها ستعتمدها لمجابهة انتفاضة الفلسطينيين ومحاولة وضع حد لهذه المواجهة البطولية التى يخوضها المقاومون فى الاراضى الفلسطينية المحتلة.
إن الحكومة الصهيونية بنيتها السماح للمستوطنين بحمل السلاح والاعلان عن إمكانية نفى عوائل منفذى العمليات الجهادية إلى خارج الاراضى المحتلة إنما تمضي فى طريق الفشل والقرار بالهزيمة امام المقاومون الأبطال الذين جسدوا بحق معادلة وحدة الساحات ، فجينين هى القدس ونابلس هى غزة والجغرافيا الفلسطينية كلها شيئا واحدا ، وهذا ما يزعج العدو ويجعله فى وضع نفسي حرج علاوة على وضعه السياسى والعسكرى والامنى المتدهور اصلا… معادلة …
سليمان منصور