أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، عن إطلاق حملة جديدة تدعو لتقديم المعلومات والتعاون فيما يتعلق بالاتهامات بارتكاب جرائم دولية في منطقة دارفور بالسودان، بما في ذلك مدينة الفاشر.
وأشار خان إلى الأزمة المتفاقمة في إقليم دارفور جراء الحرب الجارية في البلاد منذ عام. ودعا جميع مجموعات الضحايا، وكل منظمات المجتمع المدني، والسلطات الوطنية، والشركاء الدوليين القادرين على التعاون لتقديم أي أدلة أو مواد تتعلق بالفظائع المستمرة التي تُرتكب ضد السكان المدنيين في جميع أنحاء دارفور.
عبر مدعي المحكمة الجنائية الدولية عن القلق الشديد حيال الاتهامات الواسعة بارتكاب جرائم دولية في الفاشر والمناطق المحيطة بها
ولفت إلى التحقيق النشط الذي تقوم به المحكمة الجنائية بالنسبة للأحداث في إقليم دارفور، وأشار إلى الأحداث التي وقعت في غرب دارفور العام الماضي. وقال إنها تعد من بين الأولويات الرئيسية في التحقيقات. وللمحكمة الجنائية ولاية على دارفور بناء على الإحالة من مجلس الأمن والقائمة منذ عقود جراء حرب الإبادة الجماعية التي انطلقت في العام 2003 في الإقليم.
العام الماضي تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وسط اتهامات بارتكاب إبادة جماعية بحق مجموعات المساليت وغيرها من المجموعات الإثنية والعرقية في الولاية.
وعبر مدعي المحكمة الجنائية الدولية في خطاب له، اليوم الثلاثاء، عن القلق الشديد حيال الاتهامات الواسعة بارتكاب جرائم دولية في الفاشر والمناطق المحيطة بها. وقال: “نحن نقوم بالتحقيق في هذه الجرائم بشكل عاجل”.
وتشهد مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور أعمال حربية نشطة لقوات الدعم السريع منذ أسابيع، حيث تحاول هذه القوات السيطرة على العاصمة الأخيرة في إقليم دارفور التي لم تقع في قبضتها بعد.
هجمات الدعم السريع على مدينة الفاشر أسفرت عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تضمنت القصف العشوائي والقتل والنهب وتخريب البنية التحتية، إلى جانب إيقاف المستشفى الأخير في عاصمة ولاية شمال دارفور التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين.
وقالت المحكمة الجنائية الدولية إنها نشرت فرقاً ميدانية في تشاد، وفي بورتسودان، وفي مواقع أخرى لجمع الأدلة والمعلومات لدفع التحقيقات إلى الأمام. وأوضح خان أنهم يسعون إلى العمل مع جميع الأفراد وجميع الوكالات لجمع المعلومات ذات الصلة والموثوقة، والأدلة القوية التي ستعزز التحقيقات وقد تدعم طلبات إصدار أوامر اعتقال بحق المسؤولين عن الانتهاكات. وخصصت المحكمة الجنائية الدولية منصة آمنة لتزويدها بالمعلومات ذات الصلة.
وحذر كريم خان من أن المعلومات التي يتلقونها في المحكمة الجنائية تشير إلى أن هنالك “هجوم منظم ومنهجي وعميق على كرامة الإنسان”، وقال: “أعتقد، بناءً على المعلومات التي نتلقاها، أننا على وشك شيء أسوأ”.
وتستمر الهجمات على مدينة الفاشر وسط مخاوف من حدوث مذبحة كبرى حال تمكن الدعم السريع من اجتياح المدينة مثلما حدث في مدينة الجنينة العام الماضي. ويدافع الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه والمستنفرين عن المدينة التي تشهد هجمات للدعم السريع وعمليات عسكرية وقصفًا للطيران الحربي بشكل شبه يومي.
المصدر: الترا سودان