تقول الحكاية السودانية المتداولة على سبيل الطرفة رغم انها قد تكون حقيقية، ان احد السودانيين المقيمين باحدى الدول الأوربية، تزوج احدى فتيات تلك الدولة دون علم اسرته بالسودان، وبعد اكمال مراسم زواجه عز عليه ان لا يخبر الاسرة بالزواج، فهاتف والده ودارت بينهما المحادثة التالية..
× يا ابوي انا عرست خواجية
×يا ولدي دا كلام شنو.. الناس يقولوا عليك راجل المرة الكافرة.. ويقولوا عليّ ابو المعرس الكافرة.. ولو ربنا رزقك بأولاد يقولوا عليهم اولاد المرة الكافرة.. يا ولدي مالك علينا داير تطاطي راسنا
× لاكين الحصل حصل ولازم تقبلوا بالامر الواقع
× تحسبن الأب وتحوقل وقفل الخط منهيا المحادثة..
بعد مرور عام على زواجه قرر الابن زيارة البلد مصطحبا معه زوجته رغم اعتراضات الوالد وقوله له (كمان داير تجيب لينا الكافرة البيت)..وبالفعل وصل الابن وزوجته الى البلد واقاموا في منزل الوالد.. وتشاء الظروف ان يغادر الابن البلد الى منطقة اخرى داخل السودان لقضاء شأن يخصه وترك زوجته مع الاسرة.. خلال فترة غياب الابن ابلت (الخواجية الكافرة) بلاءا حسنا في خدمة اهل البيت وخصوصا الأب، وبفضل مجهود (الكافرة) واجتهادها في تنظيم حياة الاب الذي كان مهملا من كل النواحي، منامه وصحيانه واكله وشرابه وملابسه وفرشه وعلاجاته من داء السكري الذي كان يعاني منه، حتى فرهد العجوز وعادت اليه حيويته.. وعندما عاد الولد من سفرته كان اول ما حرص عليه عند ولوجه الى غرفة والده ان يسأله عن (الكافرة) خلال فترة غيابه، فقال له (أها يا ابوي الكافرة كيف)، اجاب الوالد بسرعة وتلقائية (والله الكافرة أمك دي)..
تذكرت هذه الحكاية عندما اطلعني زميل على الحديث الفج والمغرض والممتلئ حقدا على الثورة، للداعية الهارب أو بالاحرى المتهم الهارب عبد الحي يوسف المتداول فى المنصات والمواقع الاعلامية خلال اليومين الماضيين، وفحوى الحديث او بالاصح الفحيح انه يدعو السودانيين ويحرضهم على عدم ايداع اموالهم بالعملات الحرة لدى البنوك، وذلك فى مسعى خسيس منه لهزيمة قرار توحيد سعر الصرف، وحجته لهذا الموقف المخزي اللا ديني واللا وطني واللا اخلاقي، ان الحكومة كافرة لا يجوز التعامل معها، وان من يقودون الشأن العام في البلاد غير مؤتمنين لانهم لم يشاهدوا في مسجد او كما قال لا فض فوهه، وهذه هرطقة وتهريف كفتنا جموع الشعب السوداني من الرد عليها، اذ ردوا عليها بيانا بالعمل باقبالهم وحماستهم لانجاح القرار وسفههم لتحريضه المغرض، غير انني معني هنا برد بضاعة عبد الحي الفاسدة والمغشوشة اليه، فهذا الرجل المدلس لم يقل طوال عهد الظلم والبطش والفساد والنهب ان حكومة المخلوع كافرة وان القائمين على شأن البلا ليسوا مؤتمنين، بل العكس فقد كان والغا في فسادهم ومتلقيا لكرياتهم ومنحهم وعطاياهم ومن كثرة ما اكتنزه من المال الحرام حتى صار تاجرا للعملة، وهناك قضايا مرفوعة ضده في هذا الخصوص هرب من مواجهتها، انها حظوظ النفس ولعاعات الدنيا التي جعلت هذا الرجل يدمغ الحكومة الحالية بالكفر، بينما لو جاز ان يطلق وصفه هذا لكان الأحق به حكومته السابقة وليست الحالية والمقارنة تطول مما لا تسعه هذه المساحة..
الجريدة