أخبار السودان :
القول ما قال الجنرال حميدتى
لا يمكن أن يختلف الناس حول ضرورة ابعاد البلد من الشد والجذب ، وان نضع جانبا التوترات والخلافات ، ونعلى مصلحة البلد ، فى اى خطوة نخطوها ، او حركة نتحركها ، وقد راينا بوضوح كيف تباينت المواقف ، واشتدت الخلافات بين الناس حول العديد من القضايا والرؤى ، ومن بينها بل من اهمها مسألة الإصلاح الامنى والعسكرى ، إذ لايمكن القول قط بأن هناك مسألة اهم منها ، فبها تتعلق وترتبط مصائر الناس ، وعبرها يتم النظر الى أمن البلد وسلامتها ، ويلزم ان يتوافق الناس على ابعاد ملف الإصلاح الامنى والعسكرى من اى تجاذبات واختلافات أمنية وعسكرية ، وعلينا جميعا أن نعى جيدا حجم الخطر المحدق بالبلد ما لم نتوافق على تجنيبها ذلك بالنظر إلى القضايا الأمنية والعسكرية بعيدا عن اى توترات واختلاف.
ولابد فى هذه الوقفة من القول بأن الجنرال حميدتى كان محقا فى ما قال بخصوص هذا الموضوع وهو يحث الجميع على ضرورة الإبتعاد التام عن اى خلافات حول هذه الملفات الحساسة التى تنعكس على الجميع.
الجنرال حميدتى كان محقا وهو يقول
ان الإصلاح الأمني والعسكري ليس نشاطاً سياسياً ، ولا يجب أن يخضع لأية أجندة سياسية ، لكونه عمل وطني مرتبط بالأهداف العليا للسودان ، ورأى بأنه مهمة ليست باليسيرة ، ولكنها ضرورية كجزء من إصلاح الدولة.
وأكد حميدتي خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية لورشة الإصلاح الأمني والعسكري بأن هدفهم هو الوصول للجيش الواحد ، والسير فيه بقناعة وفقاً للمسائل الفنية المتفق عليها.
ودعا حميدتي للاستفادة من نماذج عدد من الدول في عمليات إدماج الجيوش ، وذكر منها تجارب جنوب أفريقيا ، والفلبين ، وزيمبابوي ، وناميبيا ، مع الأخذ في الاعتبار الفوارق بين جيوش تلك البلدان ، وحالة قوات الدعم السريع ، التي أنشئت وفق قانون نظم عملها وحدد مهامها.
وأوضح حميدتي أن إصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية يحتاج إلى تطوير ومواكبة في التشريعات والقوانين، وهي مهام تعنى بها مؤسسات مدنية مثل وزارة العدل والمجلس التشريعي.
وطالب بإبعاد قضية الإصلاح الأمني والعسكري من السجال السياسي وقال أنادي بأن يخرج هذا البند من السجال السياسي تماماً ، فلا سبيل لضوضاء الهتافات والشعارات في عملية فنية معقدة وحساسة ، غالب أجزائها يجب أن يعالج خلف غرف محكمة الإغلاق.
وأكد حميدتي على الجهود التي بذلت والمساعي الجادة في ترتيبات إعادة الدولة السودانية على أسس جديدة تلبي طموحات و أشواق السودانيين في النهضة والتقدم وقال إن انعقاد هذه الورشة، جاء في لحظة مواتية تمثل فرصة لم يكن يتوقعها كثير من الناس، وذلك من واقع فهمنا بأن عملية الإصلاح الأمني والعسكري ليست مهمة سهلة، لكنها ضرورية كجزء من إصلاح الدولة ، وأضاف لذلك فإن الوصول للجيش الواحد هدفنا جميعاً ، ونسير فيه بقناعة وفقاً للمسائل الفنية المتفق عليها.
ونقول ان القول ما قال الجنرال حميدتى ، وعلى الجميع تأييد هذه الرؤية ، والعمل معا على تنفيذها.
سليمان منصور