القدس هى القضية الاساس
العالم على موعد اليوم مع صرخات الاحرار ، وقبضاتهم المرفوعة ، وحناجرهم تدوى بهتاف يشق عنان السماء ، يسمعه من رضى أو أبى أن القدس لنا لا للظلمة ، وان الويل لهم فى الملتحمة .
نعم الويل للعدو الصهيونى ، والاذلاء الخانعين ، الذين ارتضوا ان يسيروا فى ركابه ، ويدعموا احتلاله للأرض المقدسة ، وينضموا إلى ركب التطبيع .
الويل لكل هؤلاء من هبة الشعوب الحرة ، والمقاومين الشرفاء ، الذين ارتضوا ان يقدموا التضحيات مهما عظمت ، فى سبيل الحرية والكرامة والاستقلال .
فى كل عام ، وعندما تحين مناسبة
يوم القدس ، ويتحرك الاحرار لاحيائها ، تتضح اكثر فأكثر حكمة الامام الخميني ، وحنكته ، وصلابته ، وقوة إرادته ، وتوكله على الله ، وإيمانه به ، وعمله بما هو مقتنع به ، من غير مبالاة ، ولا خوف من أى احد كائنا من كان ، فالحق هدفه ، والجهاد وسيلته لنيل الحق وتحرير المقدسات وطرد المحتل الغاصب .
تتجلى حكمة الامام الخميني وصوابية رايه ، وان النصر باذن الله حليف المقاومين ، ومهما اشتدت الة القمع وزاد البطش والتنكيل وتكالب الاذلاء على التطبيع فلن يجدى ذلك نفعا ، ولن يزداد العدو ومن معه إلا ضعفا ووهنا ، ولن تنتكس راية القدس فهى قد أضحت المحور الذى يلتف حوله الاحرار والقضية الاساس التى بها يتم وزن وقياس مظلومية الآخرين ، وتحديد الموقف من دعمهم والوقوف معهم ، ومدى عدالة قضيتهم ، وهذا ما قصدناه بحكمة الأمام الخمينى وحنكته وصوابية رايه فى تحديد يوم يلتف فيه الناس حول القدس يناصرونها ، وتكون القضية حية فى النفوس ، حاضرة فى الاذهان عصية على النسيان .
ان احرار العالم بخروجهم اليوم نصرة للقدس ، واستنكارا لكل الخطوات السائرة نحو التطبيع إنما يضعون القدس بوصلة تحدد وجهة الحراك ، ويتطلعون جميعهم إلى اليوم الذي ستعود فيه القدس إلى أهلها وإلى الأمة ، وماذلك ببعيد ان شاء الله.
ان صمود الشعب الفلسطينى في مواجهة الحصار ، وتأكيده عمليا على اختيار المقاومة والسلاح كخيار لدحر الاحتلال ، إنما كل هذه مؤشرات على خطأ العدو فى رهانه على تدجين المقاومة وتحييد الامة وجعلها تنسى قضية القدس ، لكن الاحياء السنوى المتواصل لهذه الفعالية يؤكد أن رهان العدو خاسر ، وان الامام الخميني باعلانه هذا اليوم ، وان المقاومين وجميع الاحرار فى العالم بمواصلتهم الاحياء إنما يسهمون فى معركة المصير هذه كل من موقعه ، وان المستقبل لهذه المقاومة ، والنصر حليفها باذن الله.
بقلم: سليمان منصور