القدس قضيتى وان رغمت أنوف
مناصرة المظلوم امر محمود ، ندبت اليه الشرائع ، ودعت إليه الاخلاق والفطرة السليمة ، وليس على وجه الارض قضية أوضح واجلى ، ولا يوجد أدنى التباس فى مظلومية أهلها واحقيتهم فى الحراك والنضال من القضية الفلسطينية ، والقدس عنوان هذه المظلومية ورمزها ، ولن يعترض على مناصرة القدس الا شخص ارتضى الذل وسار فى ركب المطبعين ، رغبة فى مصالح زائلة أو رهبة وخوفا من أوهام باطلة ، أو شخص مخبول عديم النظر عاطل الفكر بعيد عن الصواب.
فى أمتنا ، ومن بنى جلدتنا ، بكل اسف ، من يثيرون الضجيج ، ويكثرون النعيق ، ويرتفع منهم النهيق ، كلما تحدث متحدث عن فلسطين ، ودعى إلى مناصرتها ، والوقوف مع قضيتها العادلة ، والتصدى لبطش وجبروت وطغيان الاحتلال .
كلما ارتفعت أصوات تنادى بمناصرة فلسطين ، قام بعض النشاذ برفع شعارهم البائس فلسطين ليست قضيتى ، وهؤلاء قطعا لايمثلون شعوبهم ، فالاحرار قالوا كلمتهم ، وبينوا موقفهم ، وفى كل مرة تؤكد الشعوب أنها مع خيار المقاومة ، وان نسيان القضية الفلسطينية أو التخلى عن مناصرتها ، وغض الطرف عن مظلومية أهلها أن هذا الأمر ضرب من المستحيل ، وان اجتهاد العدو وعملاؤه لن يوصلهم إلى تحقيق مطالبهم ، وان هؤلاء الاذلاء من بنى جلدتنا الذين يرفعون شعار فلسطين ليست قضيتى ويدعون للتخلى عنها انهم ليسو الا ادوات يحركها العدو ليحقق بها نصرا موهوما ، ويشق الأمة ويحدث بهم بلبلة يوظفها لصرف الأنظار عن جرائمه ، وفى كل مناسبة متعلقة بفلسطين وخصوصا يوم القدس فإنهم يتلقون الهزيمة ، وتتأكد خسارتهم أمام صمود الامة ووعيها وقوة ارادتها .
تعتبر فلسطين عند اهلها ومن يناصرهم معركة وجود وحرب مصير .
وللأسف فإن قصور نظر البعض وضعف بصيرتهم يجعلهم يظنون أنّ التواصل مع الصهاينة هو وسيلة لمساعدة فلسطين ، والحال أنّ هذا خطأ كبير ، ووهم فادح ، فالعدو هو العدو ، بحقده وبطشه وجبروته ، ولن تجدى معه إلا بندقية المقاومين.
ان الحكومة المصرية فى عهد المقبور السادات هى اول من جاهر بإعلان التطبيع من بين الحكومات العربية ، وحاول منظرون القول إن هذه الخطوة تكون فى صالح القضية الفلسطينية ، ونسال الجميع هل أنّ إقامة علاقة مصر مع الكيان الصهيوني قللت من جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني ؟ هل اوقفت محاولاتهم المستمرة لتدنيس المسجد الأقصى ؟ هل ادى تطييع الاردن مع العدو إلى خير ؟ الإجابة واضحة ، ولن يستطيع أى مكابر أن يقول إن الفلسطينيين استفادوا من تطبيع مصر والأردن مثلا ، فلماذا إذن تتجه بعض الدول الإسلامية لارتكاب نفس الجريمة والوقوع فى نفس الخطأ ؟
لسان حال الاحرار اليوم وهم يحيون
يوم القدس ان القدس قضيتى وفلسطين محور اهتمامى وان رغمت أنوف.
بقلم: سليمان منصور