القدس اقرب
من الادبيات التى ركز عليها محور المقاومة – الذى سمى نفسه بمحور القدس ، تأكيدا على حضور القدس الدائم فى أذهانهم ، وبقاء القضية الفلسطينية حية فى وجدانهم ، – من ادبياتهم أن المقاومة هى الخيار الأول الذى لابديل عنه فى معركة المصير لتحرير الأرض ودحر المحتل الغاصب وطرده من كل المنطقة ، وفى كل عام يؤكد قادة المحور أن إسرائيل زائلة حتما ، وان النصر قريب ، وان الجميع على وعد لن يتأخر بنيل شرف الصلاة فى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، وفى هذا العام كان الخطاب أكثر وضوحا ، واللهجة صريحة وحاسمة فى أن أن القدس باتت اقرب من أى وقت مضى ، وان النصر قريب وقريب جدا .
سيد المقاومة ، الامين العام لحزب الله في لبنان ، احد أبرز قادة المحور والمجاهر بدعمه للقدس وقضيتها العادلة دون وجل أو مجاملة ، هذا الرجل قال فى خطاب يوم القدس العالمي أمس الجمعة أن الصلاة فى المسجد الأقصى باتت قريبة جدا ، واضاف كلمة جدا هذه المرة ليؤكد على أمر طالما ذكره وهو أن الصلاة فى القدس لهذا الجيل ممكنة ، ومعروف عن الرجل دقته فى اختيار الكلمات ، وجاءت كلمة جدا هذه المرة لتبين أن القدس باتت اقرب من اى وقت مضى .
قائد حرس الثورة الإسلامية فى ايران اللواء حسين سلامى ، وفى مبادرة غير مسبوقة تحدث إلى حفل إحياء يوم القدس العالمي فى غزة محييا من طهران التضحيات والمجاهدات التى ظل يقدمها شعب فلسطين الصابر الصامد ، وقال ان هذه المجاهدات اقتربت من تحقيق النصر وطرد المحتل ، وأكد سلامى أن الكيان الإسرائيلي يعيش الآن حالة الضعف والهوان والضعة ، ويستشعر الهزيمة ، خاصة بعد أن فقد قطعان المستوطنين الثقة فى أجهزتهم الأمنية ، وتبين لهم بوضوح تآكل الردع الذى كان كيانهم الغاصب يعتمد عليه ، وجاءت المقاومة وكسرت هذه المعادلة وغيرتها وتبددت أسطورة الجيش الذى لايقهر ، بعد أن اذاقه حزب الله الهزيمة مرتين ، وبعد أن هزمته غزة المحاصرة ، واتضحت الصورة اكثر من أى وقت مضى فى معركة سيف القدس الأخيرة والتى غيرت المعادلات ومرغت انف جيشهم ومؤسستهم الامنية فى التراب .
ومن ارض الصمود والوفاء ومجابهة الصلف الصهيو أمريكى والعدوان السعودى الاماراتى المدعوم دوليا والمشاركة فيه العديد من قوى الشر فى العالم ، من ارض الايمان والحكمة يمن الخير والجهاد والعزة والكرامة ، من هذا البلد الثائر الرافض للظلم خرجت اصوات الاحرار الذين احتشدوا وملأوا الساحات فى خمسين مدينة وقرية ومنطقة يعلنون مناصرة الأقصى ، ويهتفون بالموت لأمريكا وإسرائيل ، ويؤكدون أن النصر بات اقرب ، مجددين العهد بأنهم جاهزون للانخراط فى اى معركة ، ووصول جنودهم إلى فلسطين المحتلة متى ما قررت قيادة المحور ذلك.
وفى إيران ، وعلى أعلى المستويات يؤكد قائد الثورة الإسلامية أن بلاده دعمت وستواصل الدعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، محييا جهاد الشباب الفلسطينى الذى احال حياة العدو إلى جحيم ، موضحا أن العدو يمارس أفعاله الاجرامية بدعم
مباشر من امريكا التى وصفها بأنها الان فى اضعف حالاتها ، مما يعنى افتقاد كيان الاحتلال إلى أبرز داعميه ، وبالتالى سوف يعجل هذا بهزيمته ودحره قريبا .
هذه الرسائل وغيرها من تلك التى لم نذكرها أتت جميعها فى سياق التأكيد الحاسم والجازم والرؤية الواضحة التى لالبس فيها ولاغموض ابدا بأن الكيان المؤقت – بحسب تعبير السيد حسن نصر الله – الى زوال حتما ، وهذا الجزم والقطع يؤكد حقيفة لاتقبل النزاع فيها والاختلاف عليها وهى أن القدس باتت الان اقرب من اى وقت مضى منذ نشوب هذا الصراع .
سليمان منصور