بعد تأجيلها لمزيد من المشاورات من الأسبوع الماضي، قالت الآلية الثلاثية؛ المكونة من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “الإيقاد” والأمم المتحدة وفقا لما تم الإعلان عنه مسبقاً، إنها ستبدأ المباحثات بين الأطراف هذا الأسبوع.
وأوضحت الآلية الثلاثية، في بيان صادر عنها، الثلاثاء العاشر من مايو المنصرم، أنه وبالنظر للظروف، سيتم عقد هذه المباحثات بشكل غير مباشر في بادئ الأمر، وستقوم الآلية بإصدار بيانات منتظمة لإبقاء الجمهور على اطلاع بمجريات الأمور.
وأكدت في بيانها، أنها لن تقر أو تعترف بأي وثيقة يتم الزعم بأنها جزء من الآلية الثلاثية وغير منشورة عبر المنصات الرسمية للاتحاد الأفريقي أو الإيقاد أو اليونيتامس.
وفي سياق متصل، قالت الخارجية الأمريكية في إيجاز صحفي، إن العملية السياسية الجارية في السودان عير الآلية الثلاثية، هي الأكثر شمولا، وأعلنت دعمها اللامحدود لها.
ورأى العديد من المراقبين والمحللين السياسيين، أن العملية السياسية لن يكتب لها النجاح في حال انتهاجها ذات المنهج القديم في إدارة عملية الحوار بين الأطراف السودانية. وعضد المراقبون حديثهم بجملة من البيانات والتصريحات الصادرة من بعض القوى السياسية المهمة، وإعلانها مقاطعة العملية وفقا لرؤية الآلية الثلاثية، استباقا لأي محاولة للبدء في الحوار، إذا كان مباشرا أو غير مباشر.
َوكانت أحزاب من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي قد أعلنت المقاطعة مثل حزب المؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي، والتحالف السوداني، بينما مازال موقف حزب الأمة ضبابيا، بحسب مراقبين.
وفي الوقت الذي تتمسك فيه لجان المقاومة السودانية بشعاراتها الرافضة لأي حوار أو مساومة أو شراكة، وأعلنت جدولاً تصعيدياً عقب عطلة عيد الفطر المبارك.
وفي ظل هذا الرفض الكبير، للعملية السياسية المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، كيف ينظر المحللون السياسيون لنجاحها، وسط مناخ سياسي ملبد بالاستقطابات الحادة، وأطماع المكون العسكري من خلال تبنيه عددا من المبادرات بواسطة قوى اجتماعية وقبلية وأخرى من فلول النظام المباد لعرقلة أي تقدم في هذا الصدد؟
وقال الصحفي والمحلل السياسي، علي الدالي إن هناك ثلاثة أحداث سبقت الحوار المزعوم للآلية الثلاثية، فالمواكب الداعية لإسقاط الانقلاب مازالت متواصلة، وثانيها انتشار أمني كثيف وإغلاق طرق وجسور ، وثالثها آلية ثلاثية تنفذ خطة حوار غير مباشر وتبدأ بقوى الميثاق الوطني. وأضاف الدالي أن الانتشار الأمني والإغلاق يرفع من قيمة الحراك الثوري ويؤكد تخوفات السلطة الانقلابية من التظاهرات التي تسيرها لجان المقاومة وقوى الثورة، مما يوحي بإشارات مهمة وهو تفكك السلطة نفسها، وخوفها من الغدر فيما بينها، الإشارة التانية، خوف السلطة من الشارع الغاضب على الأوضاع الحالية إذا ما تركت الطريق سالك للمتظاهرين ومكنتهم من الوصول إلى القصر ، ربما تتدافع جموع المواطنين لمساندة الشباب وإقامة اعتصام ثان أمام القصر الجمهوري.
وبحسب الدالي، فإن استمرار التظاهرات والمواكب بصورة كبيرة يطلق رصاصة الرحمة على الحوار الذي تقوده الآلية الثلاثية المشتركة، لأنه يؤكد رغبة الشعب السوداني وقواه الفاعلة في تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة وإخراج العسكريين من المشهد السياسي وإقامة حكومة مدنية.
من جهته اتفق الأكاديمي والأستاذ الجامعي الدكتور محمد يوسف المصطفى مع ما ذكره الدالي، بأن المفاوضات التي تجريها الآلية الثلاثية لن تنجح؛ إن واصلت العمل وفقا لافتراضاتها المغلوطة، وأضاف المصطفى: “ولن تنجح إن ثابرت على الاستهانة بطاقة شعبنا الثورية، وعزيمته التحريرية، ولن تنجح إن تمسكت الآلية بوهم دور إيجابي لطغمة عساكر الانقلاب“.
الكاتب والباحث في الشأن السياسي، حاتم المهدي، شكك في وضوح رؤية الآلية أولا، ومن تشمل. وأضاف: “هناك خلاف واضح بين فولكر وود لبات، بالإضافة إلى أن المؤسسات الثلاث زادت من تعقيد المشهد، بإضافة المكون العسكري، وهي رؤية ود لباد؛ الذي يميل لصالح العسكر وضمان مصالحهم، عكس رؤية فولكر بيريتس. وأشار المهدي إلى أن كل هذه المؤسسات ليست لها طرق لتطبيق أو ضمان أي عملية سياسية. وختم المهدي حديثه بأن الأمم المتحدة مؤسسة يجب عليها تطبيق مبادئها من مواثيق واتفاقات دولية تضمن حقوق الإنسان والحريات المدنية.
المصدر: مداميك