نفذت المملكة السعودية، الثلاثاء، أحكاما بالإعدام على مواطنين سعوديين مدانين بجرائم متعلقة بالمخدرات، لتبلغ عمليات الإعدام 17 حالة في الأسبوعين الماضيين، وفق ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات السعودية أعدمت خلال أسبوعين سبعة سعوديين و10 أجانب، بعد إدانتهم بتهم تتعلق بجرائم المخدرات، لترتفع بذلك حصيلة الإعدامات إلى 130 حالة لهذا العام.
ولفتت الغارديان إلى أن المملكة تراجعت فجأة عن وعدها بعدم فرض عقوبة الإعدام على جرائم المخدرات.
وحسب الصحيفة البريطانية، دفعت موجة الإعدام، المتزامنة مع احتفال المملكة بفوزها على الأرجنتين في كأس العالم، وزير مجلس الوزراء المحافظ السابق ديفيد ديفيس إلى مخاطبة وزير خارجية المملكة المتحدة، جيمس كليفرلي، والسفير السعودي في المملكة المتحدة؛ لمطالبتهم بالتدخل، وتأجيل محاكمة المتهم الأردني حسين أبو الخير.
وقال ديفيس في رسالته إلى كليفرلي: “ولد حسين في عائلة فقيرة، وقبل اعتقاله، عمل سائق تاكسي ومسؤول حافلة وبائع فواكه وخضروات؛ لإعالة أطفاله الثمانية”.
وأضاف: ” من السخافة أن يكون هذا الأب الفقير لثمانية أطفال “ملكًا للمخدرات”؛ لم يكن لديه المال ولا العلاقات لشراء كميات كبيرة من المخدرات في الأردن لبيعها في المملكة العربية السعودية”.
والجمعة الماضية، نُقل أبو الخير إلى زنزانة خاصة قبيل تنفيذ حكم الإعدام، وفقا للغارديان.
وفي 2014، ألقت السلطات السعودية القبض على أبو الخير بتهمة تهريب المخدرات عند عبوره الحدود الأردنية إلى السعودية، بحسب المصدر ذاته.
وحسب الصحيفة، فإن المتهم الأردني اعترف بارتكابه جرائم فقط عندما تعرض للتعذيب.
وألغت محكمة استئناف سعودية حكم الإدانة في آذار/ مارس 2017، لكن الحكومة أمرت بإعادة المحاكمة بعد ستة أشهر، ما أدى إلى إعادة الحكم عليه بالإعدام في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، وفقا للغارديان.
وقالت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بالاحتجاز التعسفي، في تشرين الأول/ أكتوبر، إن “اعتقاله كان تعسفيا، ويجب الإفراج عنه على الفور”.
وأوضح محامي الدفاع السابق وعضو المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، طه الحاجي، قائلا: “لا يوجد تفسير منطقي لعودة المملكة إلى أحكام الإعدام”.
واستطرد بالقول: “أعتقد أن التراجع تزامن مع انتقاد عالمي لمقتل الصحفي جمال خاشقجي.. لكن عادت أحكام الإعدام بعد تراجع الحملات الإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أبو الخير اتصل بشقيقته في كندا، الاثنين، ليودعها، حيث نقلت عنه قوله: “أختي، لقد مرت تسع سنوات، لم يطلقوا سراحي ولم يقتلوني، يمكنهم فعل ما يريدون فعله معي الآن”.
المصدر: عربي21