العمل العام لايحتمل الصراعات الشخصية
من نافلة القول إن الحرص على تطبيق العدالة وإنقاذ القانون مهمة الجميع ، وعلى عاتق المسؤولين تقع اعباء هذه المهمة ، ولابد من تجردهم فى سبيل ذلك ، وعملهم الدؤوب لأجل جعل هذه الحقيقة ماثلة على أرض الواقع ، والا فليذهبوا جميعا غير مأسوف عليهم ، هذا ان كان وجودهم فى الأصل قائم على أسس شرعية ، فكيف ان كانوا غير شرعيين ، وانما جاءت بهم سلطة انقلابية ، خانت العهد ، وخالفت المواثيق المتوافق عليها.
عن عضوى مجلس السيادة الانقلابى نتحدث ، عن صراع عضوى الانقلاب الفريق ياسر العطا والفريق محمد حمدان دقلو ، وبكل أسف انعكس صراعهما سلبا على تطبيق العدالة.
تقول الاخبار أن عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا زار معتقلى لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو
فى سجن سوبا طالبا منهم المشاركة في وضع حد للتظاهرات وتهدئة الشارع والمشاركة في تشكيل الفترة المتبقية من باب التسوية. وأفاد عضو هيئة الدفاع، المحامي مشعل الزين، أن المعتقلين أجابوه بعدم امتلاكهم القدرة على تأمين أنفسهم ناهيك عن سلطة التحكم في الشارع.
الاستاذ الزين تحدث عن خروقات كثيرة فى البلاغ ضد المعتقلين ، وان التهم لا اعتبار لها فى ميزان القانون ،
إذ لا توجد بينات مسبقة تتمثل في تقرير المراجع القومي كأساس لتهمة تتعلق بالمال العام ، مشيراً إلى “خروقات أخرى متعلقة بحقوق المعتقلين ، والوسائل غير القانونية باستدراجهم وترصدهم ، وانتقائية القبض عليهم وفق نشاطهم السياسي الملحوظ ، هذه وغيرها تجعل اعتقالهم والاستمرار فيه امرا سياسيا لاعلاقة له بالقانون ، لذا يفهم الناس تصريحات البرهان الاسبوع الماضى بأنه سيبحث مع النائب العام سبل إخلاء سبيل المعتقلين لتوفير جو ملائم يسهم فى تهيئة مناخات الوفاق اخراجا للبلد من وهدتها ، وفى هذا السياق ربما أتت زيارة الفريق ياسر العطا إلى سجن سوبا ، والطلب من المعتقلين الإسهام فى تهدئة الأوضاع ، لكن ما يحير حقا هو الموقف الغريب لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق حميدتى ، وهو يعرقل إطلاق سراح المعتقلين ، وذلك بسبب خلافات شخصية بينه وزميله الفريق عطا ، وهو بالفعل أمر معيب وموقف غريب أن تتدخل الخلافات الشخصية والعلاقات والمواقف الخاصة فى العمل الهادف إلى إرساء العدالة ، وتعيق الخلافات الخاصة هذا العمل ، أو حتى تقف هذه الخلافات الشخصية حجر عثرة أمام تحقيق أى وفاق مأمول يجنب البلد المزيد من المشاكل ، فى ظل الظروف بالغة التعقيد التى تحكم المشهد العام ….الصراعات
للفريق حميدتى والفريق العطا نقول نحوا خلافاتكم الشخصية ومواقفكم الخاصة جانبا ، ولاتجعلوها تؤثر على العمل العام ، وتجردوا ، فان فى ذلك خير البلد بشكل عام ، أو تنحوا بإرادتكم ، واحترموا أنفسكم قبل أن يطيح بكم الشعب ويعزلكم كما فعل بامثالكم من الطغاة المستبدين .
بقلم: سليمان منصور