الشفيع خضر…أحسنت وليتهم يعقلون
هناك كثير من الأصوات العاقلة التي شخصت ما تعانيه بلدنا من داء ، واجتهدت لوصف الدواء من هذه الازمة التي نمر بها.
وفي مختلف الخلفيات الفكرية ، والانتماءات السياسية ، وعلى تبايناتها
الكبيرة ، يوجد أشخاص يجمع بينهم الصدق مع النفس ، والسعي لتجنيب البلد المضار ونراهم ياتون علي جماعاتهم وحتي ينتقدون خطهم السياسي ان كانت مواقفه او على الاقل مواقف بعض منتسبيه تعلي من الجانب الحزبي الضيق وتقدمه على الانتماء الوطني الوسيع.
ومن هؤلاء الذين دخلوا في مراجعات فكرية وتبلورت عندهم مواقف سياسية جديدة او لنقل ربما تختلف نوعا ما مع انتماءاتهم ومواقفهم السابقة الاستاذ الشفيع خضر ، وهذا الامر يحمد لهؤلاء الأشخاص.
اليوم نقف قليلا مع الاستاذ الشفيع خضر فى مقاله الاخير المنشور بصحيفة القدس العربي اللندنية لنستغرض بعض مقولاته ونعلق عليها بما تيسر ، وفي المجمل نقول للأستاذ الشفيع شكرا ، أحسنت وليتهم يعون.
قال الأستاذ الشفيع :
من حيث المبدأ سيظل الحوار والتفاوض وتجنب العنف وسفك الدماء دائما هو الخيار المفضل لحل الأزمات. لكن من الضروري والهام جدا التفريق بين الحوار الذي يخاطب جوهر الأزمة ويسعى لعلاجها ، والحوار الذي يفضي إلى حلول تصالحية سطحية ، أو تسوية لا تخاطب هذا الجوهر ، بل تكتفي بالتعافي المتبادل واختصار الحل في اقتسام كراسي السلطة ، علما بأنه في هذه الحالة ، فمن المؤكد إعادة إنتاج الأزمة.
ونقول للأستاذ الشفيع كلامك سليم ويصدر عن معرفة ووعي وليت المتخندقين في مقولات الاقصاء يعون قولك هذا يا استاذ ، فقد وصفت حالهم بما لا مزيد عليه ولن يستطيع احد دحض كلامك الا من يكابر وهذا لا شان لنا به.
وقال :
ومعيار نجاح أي حوار أو تفاوض هو أن يؤدي إلى التوافق على فترة انتقالية مهمتها الأولى هي التصفية النهائية لأشكال الحكم القائم التي قادت للأزمة، وتكوين أشكال جديدة يقننها دستور ديمقراطي يصون حقوق الجميع ويجنب البلاد كوارث الصراعات الدموية والحروب الأهلية.
ونقول له ليس بالضرورة أن نتفق معك في تفاصيل قولك هذا لكن لتعلم انه سيثير عليك كثيرين وسيعمدون إلى الإساءة إليك واستفزازك وشغلك عن رسالتك التي تؤمن بها وتدعو لها لكنهم لن يفلحوا فانت رجل لن تنشغل بالانصرافيات كما يعرفك من عرفك.
وقال الاستاذ الشفيع صحيح أن محصلة أي حوار أو تفاوض تخضع لقانون المساومة وتوازن القوى، ولهذا السبب تحديدا فإن قصر الحوار على النخب السياسية فقط وداخل الغرف المغلقة بعيدا عن جموع الناس، سيجعل ميزان القوى يميل لصالح المجموعة المتنفذة، وأقصى ما سينتهي إليه الحوار أو التفاوض هو اقتسام كراسي السلطة، وتجاهل مطالب الشارع، مما يعني استمرار الأزمة.
كلامك سليم استاذ الشفيع.
وقال استاذ الشفيع :
تحت وطأة نظام الإنقاذ البائد ، عانى الإنسان السوداني من تدهور قدرته على توفير أساسيات الحياة، وليس هنالك ما هو أشد فتكا على الإنسان من فقدان هذه القدرة. ولاستعادتها، كان لا بد من فترة انتقالية تؤسس لنظام جديد يعزز ويصون كرامة الانسان، ويوسع من قدراته وخياراته وفرصه، ويحقق حريته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا سيما بالنسبة لأكثر أفراد المجتمع فقرا وتهميشا.
كلامك هذا لايمكن القبول به يا استاذ
فالكل اتفقنا او اختلفنا مجمعون علي ان المعاناة في كل شيئ الان اكثر بمراحل ولا يقولن لنا احد ان ما نحن فيه الآن نتيجة سياسات الحكم السابق فهذا تحليل يمكن أن يصيب او يخطئ لكن الكل يعلم الفرق فى الأسعار وتكاليف المعيشة.
وكتب الاستاذ الشفيع
تحت وطأة نظام الإنقاذ البائد عانى الإنسان السوداني من تدهور قدرته على توفير أساسيات الحياة، وليس هنالك ما هو أشد فتكا على الإنسان من فقدان هذه القدرة
نعم نتفق معك على أن نظام الإنقاذ ارتكب جنايات بحق المواطنين فقولك سليم ، وما يحدث الان من الذين جاءوا بعد الإنقاذ ارتكبوا بحق المواطنين فظائع وعلينا جميعا أن نكون منصفين.
سليمان منصور