أخبار السودان :
السودان أمانة في رقاب ابنائه
لايمكن ان تجد شخصا واعيا مهموما بمصلحة السودان واهله ولا يتعاطي بمسؤولية مع هذه الازمة التي تضرب البلد وتزيد من معاناة اهلها ، ومع مرور الايام يتراءى لكثيرين صعوبة التوصل الى حل للمشكلة وانهاء الحرب التي جرت على البلد الويلات.
ان استمرار البعض في النفخ باتجاه تسعير الحرب ومواصلة القتال حتي حسم الخلاف عسكريا ،ان استمرار البعض في هذا الامر يعني الدعوة لمزيد من معاناة الناس ومفاقمة مشاكلهم خاصة في ظل ازدياد معاناة الناس مع كل يوم تمضي فيه الحرب نحو التصعيد.
وفي هذه الظروف بالغة التعقيد التي تمر بها البلد فان عددا كبيرا من الناس استهجنوا بشدة قرارات بعض الولاة كولاة نهر النيل والشمالية وسنار وشمال كردفان – وربما اخرين – الذين دعوا لمطاردة بعض مواطنيهم وطردهم بسبب خطهم السياسي كما قال البعض بضرورة خروج ناشطو الحرية والتغيير من الولايات المعنية ، او تلك القرارات التي دعت الى حل لجان المقاومة والخدمات وحظر انشطتها في خطوات اقل ما توصف به انها خروج عن الحكمة والمسؤولية وان هؤلاء الولاة لايستحقون البقاء في مواقعهم طالما هم يعملون للفتنة وتمزيق المجتمع.
وحق للناس ان يرفضوا هذه التصريحات والقرارات ويعترضوا على مثل هذه التجاوزات الكبيرة التي يرتكبها الولاة ، ونقول ان واجب الجميع العمل على وقف هذه الحرب، وعزل الأفعال والأقوال التي تزيد من اشتعالها، وأن نخرج منها عبر مشروع وطني يحافظ على وحدة السودان وسيادته ، ويؤسس لدولة تعبر عن جميع مكوناتها بعدالة وإنصاف ، وتنتهي فيها كافة أشكال التمييز التي لم تورث بلادنا سوى الخراب.
ومن الجميل قول الاستاذ إبراهيم مليك تعليقا على خطاب والى نهر النيل ، وننقل فقرتين منه ونعلق عليهما ، قال :
الحرب الدائرة فى السودان أفرزت خطابات لبعض المسؤولين في قمة الدولة فيها نوع من الشطط والغلو والتطرف.
ونقول للأستاذ مليك صدقت ، وعلي الجميع التصدي لهذا الشطط والغلو والتطرف الذي يصدر عن بعض المسؤولين بكل اسف.
وقال :
هذه اللغة مردها إلى فقدان الثقة والخوف من المجهول والغدر والخيانة.
ونقول له ان مسؤولا يصدر عنه مثل هذا الكلام هو غير مسؤول ولايصلح لتولى المسؤولية ولابد من اقالته على اقل افتراض هذا ان لم تتم محاكمته.
سليمان منصور