أخبار السودان :
السلام المنشود.. اقرب غائب ينتظر
تناقل الناس بمزيد من الأمل خبر اقتراب انعقاد مفاوضات السلام المرتقبة بين الطرفين المتصارعين ، وجاء ذلك في التصريح المنسوب للفريق شمس الدين كباشي في تنويره لعدد من ضباط الجيش في مدينة بورسودان ، وبحسب الخبر فقد قال الفريق كباشي ان الدعوة وصلتهم للمشاركة في مفاوضات السلام في جدة ، والتي يفترض ان تبدأ يوم الخميس القادمِ.
وقد تلقت قطاعات واسعة من الشعب السوداني نبأ استئناف منبر جده اعماله يحدوهم امل كبير في التوصل لاتفاق ينهي هذه الحرب المدمرة ، ويضع حدا لمعاناة طالت ، وازمات تفاقمت ، خاصة في ظل وضع بالغ التعقيد على مختلف الاصعدة ، وبات يصعب على الناس تحمل استمرار هذه الحرب ليوم اضافي واحد.
وانه لمن الغريب حقا ان نسمع بعض الاصوات القائلة ان رفع شعار #لا_للحرب قد تجاوزه الماضي ، واصبح غير مناسب الان ، بعد ان تم تدمير البلد بشكل كبير جدا ، وازهقت الانفس ، وكثر الاعتداء على الناس وانتهاك حرماتهم.
فهناك من يقول مثلا ان النفوس قد خربت بشكل غير مسبوق ، والبلد كذلك ، والأمور مرتبكة جدا ، والاوضاع سيئة ، بحيث يصعب بعد ما حدث ان يتم العيش المشترك في وطن يسوده التسامح والوئام ، ويخلص متبنو هذا الراي الى ان المناداة بوقف الحرب لم تلق استجابة في بداية الازمة ، والان كل شي قد انتهي ولا ينفع الاستجابة لها بعد ما وقع من خراب ودمار وقتل فاق حد التصور وتعمقت جراحات ليس من السهل ان تندمل.
ومن الواضح ان هذا كلام خاطئ ، اذ ان الاستمرار في الحرب يعني مزيدا من القتل والتشريد وخراب النفوس، وغني عن القول ان توقف الحرب ضرورة ملحة ، وان اي تاخير سيزيد من مشاكل البلد ، ويلقي المزيد من الاعباء على الناس.، ومهما اتسع الدمار وتعقدت الامور فما زال هناك مايمكن حمايته بوقف الحرب ، ولا يزال هناك ما يستحق الاهتمام بحمايته ومنع الاعتداء عليه ، من الممتلكات، بل حتي الانفس والأعراض ،ومواصلة الحرب والاصرار يعني تواصل والمزيد من المآسي والويلات التي كلما خففنا منها وضيقنا دائرتها كان هذا هو المأمول ،والجميع متوافقون ان البلد والناس في غني تام عن اي انتهاكات جديدة ، ولا اظن احدا في معرض الاعتراض على واضح القول هذا.
ان الغالب الأعم من الناس تنشد السلام وتعيش امالا عريضة بإنهاء هذه المعاناة القاسية والاليمة بوقف الحرب ، وهذا ما جعل الكلام المنسوب للفريق كباشي حول اقتراب عقد مفاوضات جدة ، ما جعله محلا لامال الناس التي يتمنون تحقيقها.
سليمان منصور