أخبار السودان :
الساسة يصطرعون والمواطن بين نارين
والحرب قد اشرفت على انهاء شهرها التاسع فان الحال يمضي نحو الاسوأ فلا خدمات ولا مرتبات ولا امن ولا حكومة فعلا ، هذا في مناطق سيطرة الجيش اما المناطق التي دخلها الدعم السريع فبلاء اعظم ومعاناة اكبر وقد راينا المواطنين ينزحون زرافات ووحدانا الى مناطق سيطرة الجيش فارين بحياتهم واعراضهم خوفا من الدعم السريع الذي تعود الناس منه على الانتهاكات فحيث ما تواجد افراد الدعم السريع تواجدت جرائم النهب والسلب وحتي القتل وما احداث المدينة عرب الا نموذج لمناطق طالها اجرام الدعم السريع
الجيش من جهته لم يقم بمهمته ولم يكن على قدر من المسؤولية بحيث يدافع عن الناس ويصد عنهم العدوان ولم يكترث لدعوات ضرورة ايقاف الحرب والتي أصبحت الان هي الصوت الاعلى ، فالمواطن يعلم جيدا ان الجيش فشل في مهمته ويريد منه ان يتحلى بالشجاعة اللازمة ويقول للناس سنتجه للتفاوض حقنا للدماء وحفظا لما تبقي ، ولو ان هذا التفاوض جري في الشهر الاول للحرب لكان الوضع مختلفا جدا ولكان الجيش قد دخل التفاوض في موقف افضل.
اننا نعلم ان مشكلة المتصارعين تكمن في فقدانهم الاستقلالية وعدم تمكنهم من اتخاذ القرار الذي يريدونه فهم ادوات في يد القوى الخارجية الطامعة في تفتيت بلادنا ونهب ثرواتها او المجرمين الساعين لاعادة حكمهم مهما كان الثمن، وماجاءت هذه الحرب الا خدمة لهذه الأهداف ، ومن يتحاربون الان ينفذون اجندة غبرهم اجنبيا او وطنيا او الاثنين معا ولا شان لهم بالمواطن المغلوب على امره.
ويحاول البعض ان يبحث في سيناريو انتصار احد الطرفين ويمضون في التحليل بعيدا لكن دعونا نقف مع جزئية واحدة تتفق عليها بعض التحليلات وهي القول بان اياما عصيبة تنتظر الناس وتشكل خطرا كبيرا عليهم فالبنية التحتية مدمرة والمصانع والأسواق والطرقات والخدمات غير فاعلة مما يعني المزيد من المعاناة ، ويذهب اتجاه الى ان انتصار الجيش وسيطرته تعني ان الناس ستري بلاء وانتصار الدعم السريع وسيطرته تعني بلائين ينتظران الناس (وبتعبير احدهما كدا وووب وكدا وووبين).
وما نخلص اليه في نهاية هذا المقال ان الساسة يصطرعون غير مبالين بامر المواطن الذي تحرقه نيرانهم فهو ما بين نار الحرب ونار عدم اهتمام الساسة بالامر.
سليمان منصور