أخبار السودان :
جرائم التحرش الجنسي بأطفال الخلاوي الكارثية, تحوّلت من أفعالٍ ثنائية محدودة إلى جرائم شبه جماعية، يرتكبها شخص واحد في حق مجموعة من الأطفال، في مكان يُفترض فيه الثقة والأمان. ولعل الانتهاكات التي تقع في الخلاوي وإساءة معاملة الأطفال واستغلالهم، مصيبة كبيرة تستحق الوقوف عندها لإنقاذ الأطفال، ويعتبر السكوت عنها جريمة يندى لها جبين الإنسانية. حادثة (خصي) تلميذ الخلوة بمحلية أمبرو التي تبعد 290 كيلو شمال غرب الفاشر حيث تقع في منطقة خلوية تبعد 40 كيلو عن المدينة، ويقطن فيها (40) دارساً.
صورة داخلية
وتشير متابعات “الصيحة” ان الخلوة التي تم فيها التعدي على الاطفال تقع شرق محلية امبرو شمال دارفور، وهي عبارة عن مبنى مسور بالطوب وبداخله غرفتان من القش منفصلتين عن فناء الخلوة وغرفة اخرى من الناحية الجنوبية اتخذها شيخ الخلوة المتهم سكناً له، ويوجد من الناحية الشرقية حمام بني من القش، اما الحادثة التي وقعت في شهر نوفمبر2021 الماضي فتجسدت في اعتداء شيخ الخلوة على الاطفال الذين يقوم بتدريسهم, بخصيهم وبلغ عددهم (35) طفلاً تتراوح اعمارهم ما بين (7) – (18) سنة من الذكور.
وعقب تدوين بلاغ تحت المادة 45/ ب من قبل والد احد التلاميذ يدعى (ح)، حرصت (الصيحة) على الالتقاء به لمعرفة المزيد من التفاصيل، حيث ذكر انه لاحظ ان ابنه الذي يبلغ من العمر (8) اعوام يعاني من ألم اثناء التبول وعندما سأله قال الطفل “ان شيخ الخلوة المتهم الذي يدرسهم يقوم بلمس خصيته وفركها بيده وتكرّرت العملية اكثر من مرة وبقية زملائه نائمين، وقال ان الشيخ هددهم بعدم إخبار اسرهم بما يفعله لهم”، واضاف والد الطفل بعد ذلك ذهبت لقسم الشرطة بالمنطقة وفتحت بلاغا وتم القبض على المتهم منذ شهر، وألقت شرطة حماية الأسرة والطفل بالولاية القبض عليه وتوقيفه على ذمة جرائم اغتصاب وتحرش ارتكبها في حق تلاميذ خلوته والآن يقبع بسجن شالا ويجرى التحقيق معه بشأن الحادثة. وقال: كذلك دُوِّن بلاغ ضده تحت المادة (45/ ب) من قانون الطفل وتم أخذ أقوال طفلين في يومية البلاغ الذي قيد ومازالت الشرطة توالي تحرياتها للوصول الى بقية التلاميذ وعددهم (9) اطفال موجودون بمنزل بحي التربة جنوب الفاشر.
ممارسات خطيرة
وقالت مصادر من موقع الحدث لـ(الصيحة) إن التلاميذ الذين تعرضوا للحادثة لم يبلغوا ذويهم عن مُمارسات شيخهم لخوفهم منه، بينما أكدت مصادر فضّلت حجب اسمها أن عدد الضحايا من قِبل الشيخ (35) تلميذا، وان الشيخ المتهم يتسلل ليلاً الى مكان نومهم ويقوم بلمس والتلذذ بفرك خصيتي الأطفال واحد تلو الآخر، وحسب ما وقفت عليه الصحيفة هناك فإن تلميذاً يبلغ من العمر (18) عاماً رأى الشيخ يفعل بالأطفال ذلك، حيث قام الشيخ بتعيينه مُرسالاً له حتى لا يكشفه مقابل عدم الإفصاح عن فعلته بالاطفال، فيما بلغت الحالات المُبلّغ عنها لدى الشرطة والأسرة والطفل (10) حالات، (9) أخضعوا للفحص الطبي كاملا وتلقوا علاجا بالخرطوم, وآخرون بمستشفى الفاشر التعليمي.
من خلال جلسات المحاكمة التي خُضع لها، فلقد تم تأجيل محاكمته لعدم استعانته بمحامٍ فيما يجري البحث عن 15 طفلاً لمعرفة اماكنهم لإخضاعهم للفحص الطبي وعلاجهم.
أذى جسيم
وكشفت الامين العام للمجلس الأعلى للطفولة بشمال دارفور حكمة الحافظ، ان السلطات الامنية القت القبض على المتهم في القضية منذ تاريخ الاعتداء على الاطفال وحبسه في سجن شالا بالفاشر، واكدت ان المتهم تسبب في اذى جسيم للأطفال بأجهزتهم التناسلية، وقالت ان هناك عشرة اطفال تم ترحليهم الى الفاشر لتلقي العلاج النفسي مع اختصاصيين نفسيين لفترة شهر، وابانت ان حجبهم للمعلومات عن الإعلام لحساسية الموقف والحالة النفسية للأطفال وأسرهم، واكدت ان المجلس في طريقه لتمليك المعلومات للرأي العام بعد محاكمة المتهم وفق قانون حماية الطفل.
إنكار الجريمة
“الصيحة” جلست الى شيخ الخلوة المتهم والذي أنكر ارتكابه جريمة التحرش الجنسي على تلاميذه, وقال أتيت إلى هذه الخلوة قبل شهر وقضيت 22 يوماً فقط وتم القبض عليّ دون اي اسباب. وقال عند وصولي الى الخلوة بـ”أمبرو” صاحب الخلوة ويدعى جمعة آدم حذرني من التلاميذ بأن “اعمل حسابك منهم”، وكرر التحذير مرتين، وقال في مرة طلب مني أن أعاقب خمسة تلاميذ بضربهم 20 سوطا كتأديب ورفضت ضربهم ومع اصراره ضربت كل واحد منهم 5 سياط على ارجلهم، وقال ان عدد الاطفال الكلي بالخلوة 40 تلميذاً يسكنون داخل فناء الخلوة، وأنا أيضاً غرفتي من الناحية الأخرى داخل سور الخلوة، وأضاف أنا أتيت من غرب دارفور محلية جبل مون “قرية برتي” درست بخلوة طيبة، وقال إنه يبلغ من العمر 28 عاماً.
المصدر: الصيحة