أخبار السودان :
الخرطوم تتهجس وينتابها القلق
حبس كثيرون أنفاسهم مع تعاظم الحديث عن وصول الخلافات بين الجيش والدعم السريع إلى مراحل متطورة والخوف من انحدار الأوضاع إلى اشتباك بين الطرفين ولو محدود سيكون له أثر سيئ بل بالغ السوء على مجمل الأوضاع فى البلد.
هذا القلق الذى انتاب الناس بدا يخف رويدا رويدا خاصة مع تأكيد الاخوان دقلو على أن المواجهة بين الجيش والدعم السريع لايمكن أن تقع ، وان مصلحة البلد هى التى تحكم العلاقة بين الطرفين كما عبر عن ذلك الفريق محمد حمدان دقلو.
ومن المعروف ان الخميس الماضي قد شهد ازدحاما شديدا فى الحركة وسط الخرطوم خاصة مع إغلاق بعض الجسور بين مدن العاصمة متزامنا ذلك مع مليونية معلن عنها سلفا ، وما كانت تمثل قلقا للناس باعتبار ان الجميع قد اعتادوا على كثرة المليونيات وما عادت تشكل حدثا لذا يتعامل معها الجميع بصورة عادية لكن التطورات التى شهدتها الخرطوم فى ذلك الخميس كانت محط نظر الجميع فقد لاحظوا منذ الصباح أن هناك شيئا ما وان كانوا لايعرفون بالضبط ما هو ، ومع مرور ساعات النهار بدأت بعض الانباء ترد من هنا وهناك دون تأكيد او نفى من اى جهة وما زاد الاوضاع غموضا تسارع الإشاعات فمن قائل بأن الجيش استقدم مئات الجنود من كسلا والقضارف والأبيض وعطبرة إلى قائل بأن انقلابا أوشك ان يقع وان القيادات العليا فى الجيش مختلفة حول تقييم الامور واتخاذ الخطوة المناسبة إلى قائل بأن الجيش والاستخبارات العسكرية علما بخطة لقوات الدعم السريع ان تسهل دخول المتظاهرين إلى وسط الخرطوم والإعداد لاعتصام حول القصر وتتدرج الخطوات وصولا إلى حدوث تغيير يدعمه المعتصمون فى محيط القصر.
كل هذه الاقاويل لم تجد من يؤكدها او ينفيها وهذا بدوره أسهم فى صعوبة معرفة الحقيقة ولم يعرف الناس الحقيقة فى ظل حبس مئات المواطنين قسرا فى الخرطوم وهم لايستطيعون الخروج منها لا إلى أم درمان ولابحرى ولاشرق النيل فى ظل إغلاق الجسور.
هذه الأمور جعلت الخرطوم تحبس أنفاسها تحسبا للتطورات خاصة مع الحديث عن انقلاب عسكرى متوقع.
إن هذا الأمر ناتج بالأساس عن الهشاشة التى تعيشها البلد وايضا لسرعة انتشار الاشاعة وعدم تثبت الناس وتدقيقهم وهذا امر مؤسف بلا شك.
سليمان منصور