أعلنت وزارة الصحة السودانية مقتل كادر طبي وإصابة آخرين خلال هجوم مدفعي نفذته قوات الدعم السريع استهدف المستشفى الوحيد العامل في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان. بالتزامن، أكدت شبكة أطباء السودان مقتل اثنين من المواطنين وإصابة 5 آخرين بإصابات خطرة جراء دخول قوة مسلحة من الدعم السريع إلى منطقة حجر العسل جنوب ولاية نهر النيل.
وأدانت عمليات قتل المواطنين وتهجيرهم قسرياً من قرى حجر العسل جنوب مدينة شندي والتي أصبحت خالية من السكان بسبب عمليات القتل العشوائي والضرب والتهجير القسري للمدنيين في مناطق الصراع.
يأتي ذلك في وقت اتهمت الحكومة السودانية دولة الإمارات بـ”الكذب والافتراء”، مشيرة إلى عرضها أدلة جديدة على سفراء ورؤساء بعثات دبلوماسية تفند مزاعم أبو ظبي حول تعرض مقر سفيرها في الخرطوم للقصف من قبل الطيران العسكري.
وتضمنت الأدلة التي استخدمتها السلطات السودانية صوراً حديثة بالأقمار الاصطناعية تبين عدم تعرض مقر السفير للقصف الجوي من قبل القوات المسلحة.
وعقب اجتماع مع السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية، أمس الإثنين، في بورتسودان، قال وزير الخارجية السوداني، الحسين عوض، في مؤتمر صحافي، إن سفارة الإمارات هي الوحيدة من بين المقرات الدبلوماسية التي لم تتعرض لها ميليشيات الدعم السريع ولم يطلها تخريب ولا سرقة كما حدث لبقية المقار الدبلوماسية على يد الميليشيات.
واتهم أبو ظبي بدعم “جرائم ارتكبتها قوات الدعم السريع”، مضيفاً “أنها أطلقت هذه الفرية في هذا التوقيت للمداراة على جرمها في دعم التمرد وأنها ضللت ومارست ضغوطاً على بعض الدول والمنظمات لإصدار بيانات لتعزيز وتأييد كذبتها بقصف المقر”.
وكشف وزير الخارجية عن حصولهم على أدلة جديدة تبين تورط الإمارات في دعم قوات الدعم السريع، خاصة في منطقة “جبل موية” بولاية سنار عقب استعادة الجيش الأسبوع قبل الماضي، المنطقة التي كانت تسيطر عليها قوات الدعم.
وقال إن السودان يمتلك أدلة قوية تبين أن الإمارات ارسلت عدداً كبيراً من شحنات الأسلحة إلى إقليم دارفور غرب السودان، مشيراً إلى وجود تقارير كثيرة من جهات دولية محايدة ثبتت تسيير الإمارات رحلات طيران أوصلت أسلحة ومعدات عسكرية إلى قوات الدعم السريع في دارفور.
واتهم الإمارات باستخدام المظلة الإنسانية لإيصال الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع، وأنها استخدمت شعارات منظمات دولية كغطاء لهذه الأعمال من بينها استخدام شعار منظمة الصليب الأحمر الدولي.
وأكد وزير الخارجية السوداني التزام بلاده بالجلوس مع أي جهة سعياً إلى “السلام العادل” مشترطاً الالتزام بأحكام منبر جدة التفاوضي.
بالتزامن، تسلم رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، أمس الإثنين، رسالة خطية من الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي الذي يترأس الدورة الحالية للهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد”.
وسلم الرسالة مبعوث الرئيس الجيبوتي ووزير الخارجية محمود علي يوسف، بحضور وزير الخارجية المكلف السفير حسين عوض.
وقال وزير الخارجية السوداني، في تصريح صحافي، إن اللقاء تطرق لعلاقات البلدين على مستوياتها الإقليمية والدولية، مبيناً أن اللقاء تناول أيضاً إمكانية عودة السودان لمنظمة الإيغاد.
وأشار إلى انخراط رئيس مجلس السيادة ومبعوث الرئيس الجيبوتي في نقاشات مطولة حول الأخطاء والمنعرجات السلبية التي قال إن إيغاد اتخذتها تجاه ما يجري في السودان، مشدداً على ضرورة الفصل بين علاقة السودان بجيبوتي وعلاقته بالإيغاد إلى أن “تصحح المنظمة وضعها وتعترف بالأخطاء التي ارتكبتها تجاه السودان، الأمر الذي أدى لانسحابه من المنظمة وتجميد عضويته”. وقال وزير الخارجية إن الرئيس الجيبوتي أشار في رسالته إلى إمكانية عودة السودان لحضن الإيغاد، مؤكداً أن دول المنظمة قادرة على تجاوز الصعاب. وأشار إلى توافق الجانبين على خضوع المسألة للدراسة.
وأوضح وزير خارجية جيبوتي أن بلاده تتابع عن كثب مآلات الأوضاع في السودان، معرباً عن أسفه لما يعانيه الشعب السوداني من ويلات استمرار الحرب.
في الأثناء، أوصى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بإعادة مكتب الاتحاد الإفريقي في بورتسودان، مشيراً إلى الحاجة إلى مزيد من التواصل بين الاتحاد الإفريقي والسلطات السودانية وأصحاب المصلحة بشأن تعليق أنشطة السودان في الاتحاد الإفريقي.
وأعرب عن تطلعه إلى إجراء مناقشات غير رسمية بين المجلس وممثلي حكومة جمهورية السودان.
وفي أعقاب الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، علق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي.
وطالب مجلس السلم والأمن الإفريقي قوات الدعم السريع برفع الحصار المفروض على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور على وجه السرعة وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة منذ مايو/ أيار الماضي.
وتأتي مطالب مجلس السلم والأمن الإفريقي بالتزامن مع تجدد عمليات القصف المدفعي في الفاشر، حيث أعلن وزير الصحة والرعاية الاجتماعية بحكومة إقليم دارفور بابكر حمدين أن قوات الدعم السريع قصفت المستشفى الوحيد في الفاشر مما أدى إلى مقتل كادر طبي وإصابة 15 آخرين بينهم أطباء ومرضى.
وقال إن القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” تصر على تجاهل كل المناشدات والقرارات الدولية وإنها عاودت قصفها للمستشفى “السعودي” في الفاشر، محدثة دماراً كبيراً بالمستشفى، مؤكداً أن بذلك تستهدف تعطيل الخدمة تلك الهجمات تهدف إلى تعطيل الخدمات الطبية في المستشفى.
وطالب خلال تصريحات صحافية المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لمحاسبة “الدعم السريع على قصفها واستهدافها للمستشفيات والمرافق الخدمية الأخرى وحماية في مدينة الفاشر”.
وأدانت وزارة الصحة الاتحادية الاستهداف المستمر للمؤسسات والكوادر الصحية مؤكدة أن هذا يعد خرقاً للأعراف والقوانين الدولية، مشيرة إلى سقوط 4 قذائف في المستشفى السعودي بمدينة الفاشر محدثة خسائر في الأرواح والمنشآت.
المصدر: القدس العربي