أخبار السودان :
الحشد الشعبي صمام وحدة وامان العراق
بعد ان تعرض العراق برمته إلى تهديد وجودي حقيقي جاءت الفتوى التاريخية من المرجعية الدينية في العاصمة العلمية للعراق وللطائفة الشيعية ككل – مدينة النجف الاشرف – ، ودعوة الشعب العراقي للجهاد حماية للارض والعرض ، وذلك بعد الهجمة التكفيرية الإرهابية التي شنها تنظيم داعش المجرم ، وأراد بها إسقاط العراق وتفكيكه خدمة لأهداف مؤسسي التنظيم ومشغليه من قوي الاستكبار وعلى رأسهم أمريكا ومن معها من الغربيين وبعض عملائها في منطقتنا ، وبهذه الفتوى التاريخية المهمة تأسس الحشد الشعبي وولد كبيرا قويا عصيا علي القضاء عليه كما سعى الاعداء ، وأصبح الحشد الشعبي احد اهم نقاط القوة العراقية ، وتم تسليحه بأحدث الأسلحة ، وتنوعت انتماءات المنضمين اليه من كل مكونات العراق الطائفية والمناطقية ،
ومن نقاط القوة التي جعلت الحشد الشعبي عصيا علي الشيطنة والاسقاط انه ركز منذ قيامه والي اليوم حيث يحتفل بذكرى تأسيسه التاسعة ، ركز على مواجهة تنظيم داعش الإرهابي التكفيري ، ولم يلتفت ابدا لمعارك جانبية أراد العدو وعملاؤه ان يجروه اليها ، ونجح الحشد الشعبي في التصدي لكل المؤامرات التي أريد ايقاعه فيها ، وعلي راس المتامرين علنا أمريكا واسرائيل وحلفاؤهما في الإقليم ، ويعرف الجميع أن مقار الحشد الشعبي تعرضت اكثر من مرة إلى الهجوم المباشر عليها من امريكا واسرائيل ، هذا فضلا عن هجمات نفذها عملاء الاستكبار لاضعاف الحشد الشعبي ، ويتزامن العمل العسكري والأمني ضد الحشد الشعبي مع عمل اعلامي ضخم جدا ، مخطط له ومتعوب عليه ، وقد صرفت فيه مبالغ طائلة ،. ويهدف الي شيطنة الحشد الشعبي وتشويه صورته ومحاولات إسقاطه شعبيا وتصويره بشكل يجعله محل رفض قطاع واسع من العراقيين لكن خاب سعيهم وحصدوا الفشل ، لكن مؤامراتهم لم تتوقف ، وبلغت ذروتها بالإستهداف الأمريكي المباشر لقادة النصر واغتيالهم في بغداد ، وحتى هذه الخطوة لم تؤثر سلبا في مسيرة الحشد الشعبي وممارسته الدور الذي اختطه لنفسه.
وتمكن الحشد الشعبي من إفشال مخططات تقسيم العراق ، ونجح عمليا في جعل البلد تتجاوز الان هذه الفكرة ، وكل ذلك بفضل جهود المخلصين من أبناء العراق ، ووعي قادة الحشد للمؤامرة الكلية علي بلدهم ، وتمكن الحشد بذلك من الحفاظ على شكل العراق وهويته ووحدته ، وتحول الحشد الي مؤسسة رسمية تتبع للقيادة السياسية.
ومن نقاط القوة التي يتكئ عليها الحشد الشعبي انه ناى بنفسه عن أي محاولات لجره إلي صراع داخلي بعد فشل التامر الخارجي عليه ، وقدم الحشد نفسه كمدافع عن العراق في وجه الإرهابيين ، وحام للبلد بكل مكوناتها ، وجاء الانتصار العظيم على تنظيم داعش الإرهابي ليجعل من الحشد الشعبي عصيا على الإسقاط رغم كل الجهود المبذولة في هذا الجانب من الداخل والخارج ، وفي فتنة المنطقة الخضراء نجح الحشد في عدم الانغماس في مايراد له ان يقع فيه ، خصوصا بعد ان اشتد التشاكس بين الفرقاء العراقيين ، ومن بينهم حلفاء الحشد الشعبي وحواضنه السياسية التي تلتقي معه في حاضنتهما الشعبية ، ونجح الحشد الشعبي في الخروج سالما من هذا المأزق مما جعله ينال اشادة قوية واضحة وصريحة من زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر مع انه احد الخصوم الأساسيين لحلفاء الحشد الشعبي.
سليمان منصور