أخبار السودان :
الحذر الحذر من الانجرار إلى الفتنة
هذه الحرب المدمرة التي تفجرت في الخامس عشر من أبريل الماضي في الخرطوم ، وامتدت نيرانها لتحرق مناطق ومدنا أخرى ، ما كان يجب أن تمتد اليها ، وحتى في حالة وصولها إليها ما كان لها أن تنحو هذا المنحى السيئ ، وتسفر عن واقع صعب طابعه الفتنة ، والمزيد من المصائب والمحن التي تلحق بهذا الوطن المكلوم ، وانسانه المظلوم.
نشبت الحرب في الخرطوم بين جهتين ، ولا وجود لطابع قبلي فيها ، ولا مكان لهذا الأمر ، فما الذى ياترى يجعل نفس هذه الحرب تنتقل الي ولاية غرب دارفور ، وحاضرتها مدينة الجنينة ، التي وصفها كثيرون بأنها تعيش اسوا ايامها على إمتداد تاريخها الطويل ، واطلت فيها الفتنة براسها ، ليس فقط لتجعل من العيش المشترك بين مكوناتها صعبا ، وإنما لتجعله مستحيلا ، فهاهو القتل على الهوية يملا البلد ، ويوما بعد يوم تزداد المسافة ابتعادا بين سكان المدينة ، حتى وصل الامر بكثير من المراقبين الي القول بان الجنينة لم تعد هي تلك المدينة الوادعة المتسامحة الصابرة ، التي يجد فيها الجميع على تبايناتهم ، يجدون مساحات واسعة للتلاقي ، والقرب عن بعض ، وفهم خلافاتهم وتقاطعاتهم ، يجمعهم مكان واحد ، وبعد هذه الاحداث لم يعد انسان الجنينة يشعر بهذا الاحساس بكل اسف ، إذ استعر فيها القتل حتى قال الناس هناك ان القتل أصبح على الهوية ، وهذه حقا فتنة كبرى ومدمرة ، وستكون آثارها ممتدة على المدى الطويل ، مما يعقد من الأوضاع المعقدة ، ويزيد من تازيمها وهي المتازمة اصلا.
في الجنينة تم قتل الامير طارق بحر الدين ، شقيق سلطان دار مساليت ، مما يفتح الباب واسعا على كل الاحتمالات ، خاصة وأن القبيلة قالت في بيان نعي قتيلها الكبير ، ان دماءه لن تضيع هدرا ، وهذا يعني ان الامور مرشحة لمزيد من التعقيد الذي يترتب عليه زيادة معاناة الناس وهم اصلا واقعون تحت دائرة العناء الكبير.
ومن قبل قرانا بيانا ساخنا صدر عن إمارة الجوامعة يتحدث باسي عن استهداف الدعم السريع للقبيلة ، ويومها تم الهجوم على مدينة الرهد – بلدة الأمير – ، وقد أنذرت القبيلة وحذرت من مغبة استهداف ابناءها ودعت إلي ضرورة الوعي بمخاطر اللعب على وتر العصبية والقبلية ، ولم يقف الأمر عند الرهد فحسب إنما تم الهجوم على قرية ابوحميرة وارتكاب مجزرة كبرى ستارك أثرا على المدى الطويل ولن يخف قريبا.
هذه الحوادث وغيرها تجر البلد الي فتنة عمياء وتترتب عليها نتائج سيئة يصعب التخلص منها والتغلب عليها فالحذر الحذر من ذلك.
سليمان منصور