تواصل آلة الدمار والخراب التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، قصف وتدمير دور العبادة في قطاع غزة، وخاصة استهداف عشرات المساجد بصواريخ ذات قوة تدميرية كبيرة.
وأمس الخميس، استهدفت طائرات الاحتلال الحربية مسجد الأبيض الكائن في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، بعدة صواريخ ما أدى إلى تدميره.
الكل مستهدف
وعن آخر إجمالي عدد المساجد المدمرة كليا وجزئيا بفعل العدوان الإسرائيلي، أفاد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، عبد الهادي الآغا، في تصريح خاص ومقتضب لـ”عربي21″، أن الاحتلال “استهدف بالصواريخ 117 مسجدا في مختلف مناطق قطاع غزة، منها 44 هدما كليا، والباقي هدما جزئيا”.
كما أكد المتحدث باسم وزارة الأوقاف بغزة، عادل الهور، أن استهداف دور العبادة وخاصة المساجد الذي يتنافى مع القوانين الدولية كافة، هو “جزء من سلوك العدو العدواني والإجرامي بحق شعبنا، وهو تعبير عن الطبيعة الأخلاقية التي يعيشها الاحتلال وينفذها وقعا في الميدان”.
وأوضح في حديثه لـ”عربي21″، أن “العدو الإسرائيلي من طبيعته أن يستهدف المواطنين المدنيين والأماكن والمرافق العامة والحيوية مثل المستشفيات، ومن جملة هذه الاستهدافات، أنه يقصف بالصواريخ دور العبادة في قطاع غزة”.
ونبه الهور، إلى أنه “لا يوجد مكان في القطاع سلم من شر هذا العدو المتغطرس، الذي لم يجد من يردعه من الدول التي تدعي أنها تقف مع حقوق الإنسان وحقوق المواطنة والحرية وحرية العبادة، التي تدعو لها باستمرار”.
بدوره، أكد رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، ديمتري دلياني، أن “الاحتلال يتعمد استهداف الملاجئ التي يحتمي بها المواطنون في قطاع غزة جراء حرب الإبادة التي تنفذها حكومة الاحتلال”.
وأوضح في حديثه لـ”عربي21″، أن “استهداف الكنائس المختلفة والمؤسسات التابعة لها، هو تنفيذ لتهديدات وجهها الاحتلال للكنائس مع بدء حربه الإبادية على غزة”.
ونبه دلياني إلى أن الكنائس من خلال بيانان رسميان صدرا عن “بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس” خلال العشرة أيام الأخيرة، أعلنوا “رفضهم القاطع للانصياع للتهديدات الإسرائيلية، متمسكين بدورهم الأخلاقي، ومؤكدين أن الكنائس ستبقى مفتوحة لمن يلجأ إليها”.
تدمير ممنهج
وأضاف: “تنفيذا للتهديدات الإسرائيلية ورفض الكنائس الانصياع لها، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف حرم كنيسة القديس برفيريوس، وهي الكنيسة الأرثوذكسية التي تعتبر ثالث أقدم كنيسة في العالم وبنيت بين عامي 402 و407 الميلاديين، في مدينة غزة، وقبلها بـ 48 ساعة قصفت المستشفى المعمداني، وتقوم يوميا بتدمير ممنهج لكل مؤسسة كَنَسية يمكن أن تأوي من يلجأ إليها”.
ولم تسلم كنائس القطاع من صواريخ الاحتلال، حيث ارتكب مجزرة مروعة بحق المواطنين النازحين لكنيسة الروم الأرثوذكس وسط غزة، ما تسبب باستشهاد وإصابة العشرات من المسلمين والمسيحيين الذين وجدوا بالكنيسة.
ويشهد القطاع ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية من العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل متزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 7028 شهيدا، والجرحى لأكثر من 18484 جريحا، إضافة إلى وصول بلاغات عن أكثر من 2000 مفقود تحت الأنقاض، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها وارتكاب أكثر من 731 مجزرة.
وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس” بدء عملية عسكرية أطلقت عليها “طوفان الأقصى” بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى؛ ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر “ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو”.
المصدر: عربي21