الإقتصاد الأمريكى يعاني متاعب جمة
لا خلاف بين الناس فى ان الإقتصاد الأمريكى قوي وكبير ، ويمكن ان يتطور إلى الأفضل ان تركت أمريكا سعيها المستمر الى السيطرة على الآخرين ، وفرض هيمنتها علي العالم. ومن المعروف ان أمريكا تعمل بجد واجتهاد على ارغام الآخرين للرضوخ إليها ، وتنفيذ ما تريد ، وهذا ما يلقي باعباء اضافية كبري على الموازتة الأمريكية التي تدفع ثمن القرارات السياسية للادارات الأمريكية المتعاقبة ، مما يجعلنا نجزم بان أمريكا يمكن أن تمضي إلى الأفضل أن تركت خطها السياسي الذي تسير عليه.
وبفعل الصرف المتزايد عاما بعد عام على البرامج العسكرية وتداعياتها ، وما يترتب على هذه المواقف السياسية يعاني الإقتصاد الأمريكى رغم قوته من متاعب جمة ، وقد بدأت أولى نتائج هذا الأمر تظهر في تهديد التضخم المالي وتأثيراته في تفكيك المنظومة الفيدرالية الأميركية.
وفي ظل هذه الظروف العامة التي يمر بها الإقتصاد العالمي من ركود فإننا نشهد تاثيرات سالبة للموقف الأمريكى من الصين على اقتصاد الولايات المتحدة ، ونفس هذا الكلام يقال عن الحرب الأميركية – الروسية في أوكرانيا ، والآثار الكبري التى ترتبت عليها وانعكست على الداخل الأمريكى.
وقد اوقعت أمريكا نفسها – بسبب سياساتها الخاطئة – في أزمات اقتصادية متكررة لم تقف آثارها السالبة عندها بل انعكست على العالم وذلك بسبب التعاملات المالية المعتمدة على الدولار الأميركي، والذي تتحكم أميركا من خلاله بالاقتصاد العالمي عبر فرض العقوبات على منافسيها وأعدائها ومناوئيها، على حد سواء.
إن بإمكان العالم إيقاف السطوة الأمريكية ووضع حد لهذه الغطرسة وذلك. بالاتفاق على ترك التعامل بالدولار والخروج عن الهيمنة التي تسعي واشنطون لفرضها على العالم دون وجه حق ، ومن الممكن أن يجعل هذا الموقف أمريكا في خانة المهدد بالانهيار ، وينقلب سلاح الدولار الى معول سيهدم الاقتصاد الأمريكى ان احسن خصوم الولايات المتحدة إستخدامه بحصافة ضدها فلو قررت
الدول الكبرى الصاعدة التخلي فيها عن التعامل بالدولار . عندها ستصبح أمريكا مهددة بالانهيار وليس ذلك الأمر ببعيد.
وفي هذه السنوات الأخيرة تم الإعلان عن تجاوز حجم الدين الأميركي الـ 30 تريليوناً ، وتضاعفت أسعار السلع و تضاعف سعر البنزين.
إن هذه التداعيات الصعبة التى يمر بها الإقتصاد الأمريكي تهدده بصعوبات جمة ما لم يتجاوزها فان آثارها ستنعكس على أمريكا وغيرها.
سليمان منصور