أخبار السودان:
اذا كان الأولاد الملقبين ب(البافانا بافانا) قد قضوا ليلة غبراء بعد هزيمتهم من أولادنا الملقبين ب(صقور الجديان)، جعلتهم يستعيدون في أسى رواية (ابكي يا بلدي العزيز) (CRY the beloved country) لابن جلدتهم الان باتو مؤلف الرواية الحزينة، فان أولادنا اهدونا رواية جديدة عنوانها (افرح يا وطننا العزيز)، بعد انتزاعهم لبطاقة التأهل لبطولة أمم أفريقيا المقامة بالكاميرون، عقب فوزهم المستحق على ضيوفهم الجنوب أفريقيين عشية الاحد، ليفرحوا الوطن بهذا النصر العزيز ويضعوا قدما في نهائيات البطولة الكبيرة بعد غياب دام لعشر سنوات، لقد كان أولادنا في تلك الملحمة ذوي شدة ومراس وبأس، سعوا فأسعدوا وأجادوا فنالوا الاحترام والاعجاب، كانوا كبار في المقام وهم الصغار في السن، وكانوا الاغنى موهبة والاعلى كعب وهم الافقر والادنى في الامكانيات، فقد عاركوا وهم المحليين فرقة مدججة بالمحترفين في أوربا فصرعوها وجندلوها، ولا يخالجنا شك ان المستقبل لهم لانهم صغار مملؤين فتوة وممتلئين طموحا وحماس، وستجمرهم السنوات القادمة وتجمل أداءهم بالخبرة بينما ستفعل هذه السنوات في الآخرين ما يفعله الزمن عند تقدم السن، وستكونون انتم باذن الله الاعلون كرويا في قادم المنافسات بالبناء على هذه التجربة لا النكوص عنها والارتداد.. افرح يا وطننا العزيز
فالتحية والتقدير والاجلال والاعزاز من كل أفراد الشعب السوداني وباسم كل عشاق الرياضة ومحبي كرة القدم خاصة لكم جميعا فردا فردا، التحية لأبوعشرين، أمير كمال، محمد أرنق، فارس عبد الله، السمؤال ميرغني، نصر الدين الشغيل، والي الدين، ضياء الدين محجوب، أطهر الطاهر، سيف تيري، محمد عبد الرحمن وغيرهم من فتية العقد النضيد، وللمدرب أوبير فيلود، ولكل الطاقم الفني والاداري، ولا بد هنا من توجيه خطاب موازٍ لاولئك الذين يعتبرون كرة القدم رجس من عمل الشيطان ويحرضون على إجتنابها، وغيرهم ممن يدرجونها في عداد لعب العيال ويعدونها محض لهو لا طائل منه غير إضاعة الوقت والجهد في الجري وراء هراء هو جلدة منفوخة مملؤة بالهواء فلا يكتفون بالاشاحة عنها بل يشبعونها سخرية واستهزاء، فأن لا يهتم هؤلاء واولئك بهذه الرياضة ولا يتابعونها فذلك حقهم وإختيارهم، ولكن أن يحاربوها ويناهضوها ويخذلوا عنها ويسخروا منها ويقللوا من شأنها فذلك ما نرجوهم مراجعته، فالرياضة عامة وكرة القدم تحديدا أضحت اليوم مرآة مثلها مثل أي مرآة يمكن لأي مجتمع أن يرى صورته الحقيقية معكوسة عليها وذلك ببساطة لأنها الآن -كرة القدم- صارت منظومة متكاملة تشمل قائمة طويلة من الموارد والمعدات والادوات والكفاءات والخبرات والتدريب الجاد وتهيئة نفسية وإعداد وطني وإصرار وعزيمة وقدرة على التحمل والعمل الجماعي والتعلم والاستفادة من تجاربك وتجارب الآخرين وعلى رأس هذه المنظومة يقف التخطيط الجيد والادارة الفعالة، فماذا أبقت بربكم كرة القدم لأي مطلوبات تحتاجها أي بلد لمسيرة نهضتها الشاملة سوى هذه المنظومة الكروية المحكمة، ثم أنها علاوة على ذلك تلقن الكبار الدروس وتكسر عنجهيتهم وتجبرهم على إحترام الصغار، كما تقدم لهم دروس ميدانية مجانية في ضرورة أن يكونوا عادلين ومنصفين عندما لا يكن متاحا تجرعهم من كأس الظلم الذي يذيقونه الآخرين إلا في ساحات كرة القدم..افرح يا وطننا العزيز
الجريدة