أخبار السودان :
اطماع إثيوبيا في الصومال
مع حالة اللا دولة في الصومال واضطراب الاوضاع بشكل عام في منطقة القرن الافريقي، ومع صعوبة ان تتخذ دولة اي قرار بالانخراط في حرب وسط هذه التعقيدات التي يشهدها البحر الاحمر فان اثيوبيا لا تخفي مطامعها القديمة المتجددة في ايجاد منفذ بحري لها في منطقة القرن الأفريقي
ولم يستغرب الناس صمت الاتحاد الافريقي الذي لم ينتظر منه احد موقفا ضد محاولات إثيوبيا اقتضام جزء من الصومال كما صمت من قبل أمام محاولات اديس ابابا وضع يدها على ميناء مصوع على البحر الاحمر ، فوجود مقر الاتحاد الأفريقي في اثيوبيا يجعله غير مستقل في التعامل معها وهذا يوضح ان الاتحاد في نفسه هش ولايمتلك القوة التي تجعله يستطيع اتخاذ قراراته.
جامعة الدول العربية ادانت الخطوة الإثيوبية، ورفضت على لسان المتحدث باسم الجامعة استغلال هشاشة الأوضاع الداخلية في الصومال لاقتطاع جزء من أراضيه.
واعلنت اثيوبيا انها اتفقت مع جمهورية ارض الصومال(التي لايعترف بها العالم) ، ويعتبر حديث اديس ابابا عن اتفاق معها التفافا على الحقيقة وسوف يدخل منطقة القرن الأفريقي في شقاق جديد.
وكان رئيس وزراء اثيوبيا آبي احمد قد قال قبل شهرين ونصف إن حصول إثيوبيا على منفذ بحري بات مسألة حياة أو موت ، وأنه حان الوقت لمناقشة الموضوع علناً من دون مواربة، وأن البحر الأحمر ونهر النيل هما ثنائيان يحددان مصير إثيوبيا، وأساس تنميتها أو تدميرها”، وفي اليوم الأول من هذا الشهر، وقّع رئيس الوزراء الإثيوبي مذكرة تفاهم مع “رئيس” أرض الصومال “صومالي لاند” التي أعلنت انفصالها عن الصومال في مايو 1991، من دون أن تحظى بأي اعتراف من أي دولة في العالم.
وفي كلمته التي ألقاها في حفل التوقيع على مذكرة التفاهم، قال “رئيس” أرض الصومال موسى بيهي عبدي: “من المقرر أن تصبح جمهورية إثيوبيا الفيدرالية أول دولة أفريقية تعترف رسمياً بجمهورية أرض الصومال، وستقوم جمهورية أرض الصومال بتأجير 20 كيلومتراً من البحر لإثيوبيا، وستتمكّن إثيوبيا من استخدام ميناء بربرة.
وبحسب مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، فإن مذكرة التفاهم تهدف إلى تحقيق الشراكة والتعاون، بين جمهورية إثيوبيا وأرض الصومال، ولتكون إطاراً لتعزيز الشراكة الأمنية والاقتصادية والسياسية بين الجانبين، وتمهيد الطريق لتحقيق تطلعات إثيوبيا في تأمين الوصول إلى البحر وتنويع وصولها إلى الموانئ البحرية.
وتشير مصادر إلى أن الاتفاق سيمكّن إثيوبيا من استئجار منفذ في البحر الأحمر من أرض الصومال لاستخدامه كقاعدة عسكرية، ولأغراض تجارية لمدة 50 عاماً، مقابل اعتراف إثيوبيا بدولة أرض الصومال ومنحها حصة من أسهم في شركة الخطوط الجوية الإثيوبية التي تعدّ أكبر شركة طيران في القارة الأفريقية، أو أسهماً في شركة الاتصالات الإثيوبية (إثيو تيليكوم).
ومن الواضح ان الخطوة الاثيوبية تكريس لمطامع اديس ابابا والتي رات ان الفرصة الان مواتية لعمل مايلزم لتحقيق ما ظلت تبحث عنه منذ امد بعيد.
سليمان منصور