أخبار السودان :
استمرار التامر والضغط على الجزائر
عرف عن الجزائر مواقفها القوية المعادية للظلم ، الرافضة للهيمنة الغربية ، ومنذ ان خرج الاستعمار كانت الجزائر ، وعبر عديد الحكومات الوطنية – الا في بعض الاستثناءات – ، من الدول المناصرة لكل مقاوم ساع لنيل حريته واستقلاله ، عامل على محاربة الاستعمار ، والتصدي له ، وظلت الجزائر تتعرض للاستهداف المنظم ، لاخضاعها وترويضها وتدجينها ، او لا اقل اسكاتها وابعادها عن الملفات الحساسة ، وعلى راس هذه الملفات الابقاء على النفوذ الغربي الاستعماري في افريقيا ، والتطبيع مع العدو الصهيوني.
وفي موضوع معارضة الجزائر للهيمنة الاستعمارية الغربية على افريقيا، راينا المواقف الصلبة لهذا البلد ضد محاولات فرنسا المستمرة الابقاء على نفوذها السياسى والاقتصادي والعسكري والامني في افريقيا ، ووصلت المواجهة حدا جعل الجزائر تمنع الطيران العسكري الفرنسي من عبور اجوائها ، في خطوة اعتبرها الفرنسيون صادمة لهم ، ويمكن ان تحرض افارقة اخرين على الوقوف بوجه فرنسا ومعارضة سياستها في المنطقة ، ومرة اخري تقف الجزائر بقوه ضد فرنسا ، وتمتنع من اجابة طلبها بتوفير امدادات الغاز لباريس وبرلين وعواصم اوروبية اخري ، بعد ازمة اوكرانيا ، وسعي الغرب الى الاستعاضة عن الغاز الروسي ببديله الجزائر ، وهو مع لم تفلح فيه الحكومات الغربية ، مما اعتبر تحديا جزائريا كبيرا للغرب لم يكن في الحسبان.
وفي موضوع مناهضة التطبيع كان موقف الجزائر واضحا لا لبس فيه ، قويا لا خور فيه ، اذ لم تمتنع عن التطبيع فحسب ، وانما انتقدت المطبعين ، واعتبرت الاقدام على اقامة اى علاقة مع العدو الصهيونى جريمة يعاقب عليها القانون ، لذا نرى مدى الزيادة المضطردة في الضغوط الغربية والصهيونية واحكام التامر حتى من بعض دول الاقليم – بكل اسف – على الجزائر ، لحملها قسرا على التخلى عن معارضتها للتطبيع ، وتجريم المطبعين ، بعد ان يئس الغرب وادواته المحلية من جر الجزائر الى معسكرهم وجعلها جزءا منه.
سليمان منصور