أخبار السودان :
استفزاز الشعب سيؤخر حسم المعركة
هاهما طرفا الصراع في السودان يسعيان بشكل كامل إلى خطب ود الشعب ، وادعاء العمل لتحقيق أهدافه ، ويرغبان من هذا السعي لكسب الشعب إلى تحقيق النصر ، باعتبار ان الفائز بالقبول الشعبي له هو المنتصر لا محالة ، وان بدا اول الامر ان الوضع عكس ذلك على الواقع.
ولابد ان يعلم الطرفان ضرورة احترام الشعب وعدم استفزازه لان ذلك هو السبيل لكسب وده والفوز بقبوله.
الجيش يملا الدنيا ضجيجا بأنه يدافع عن الناس ، ويصور انهم مؤيدون له ، رافضون بالكلية للدعم السريع وتصرفاته السيئة.
إن فتح والي كسلا الباب لقادة النظام البائد وحزبه المجرم الفاسد ، احتضان واستضافة هؤلاء المطلوبين بجرائم في حق هذا الشعب والترحيب بهم امر في غابة الغرابة ، ويشكل استفزازا كبيرا للناس ، فكيف اذا صاحب ذلك استقبال السيد والي الولاية لهم واحتفائه بهم. ؟
ونقرأ في الاخبار ان السيد والي كسلا
وأعضاء لجنة أمنه وعدد من قيادات المؤتمر الوطني بالولاية قد استقبلوا وفد قيادات حزب المؤتمر الوطني المحلول ورحبوا بهم في كسلا ، وهذا التصرف سيجعل كثيرين يتراجعون عن تاييدهم المطلق للحكومة وجيشها ، وعلى الجيش ان يعلم جيدا ، وبطريقة لا تحتمل اللبس والغموض ، ان عمل قيادات النظام البائد في التحشيد لنصرة الجيش سوف يخصم من رصيده الشعبي ويجعل تأييد الجماهير له يضعف جملة وتفصيلا.
الطرف الثاني في هذا الصراع الملعون – الدعم السريع – ارتكب من الموبقات والطامات ما لا يمكن لمنصف حر واع ان ينكرها ، وهذه الأفعال القبيحة والاعمال المشينة المتكررة هي التي اسهمت بدرجة كبيرة في كشف حقيقة الدعم السريع ، ومعرفة الناس انهم ليسو الا مجموعة من المجرمين ، ودفع هذا التفلت وسوف يدفع المزيد من الناس لا محالة إلى الانفضاض من حوله لانه يعتبر تعدييا مباشرا على حياة الناس.
إن استفزاز كل طرف للشعب سوف يسهم في تأخيره حسم المعركة وتحقيقه النصر.
سليمان منصور